Skip to main content

لماذا أصر أن أعبّر عن محبّتي؟

لماذا أصر أن أعبّر عن محبّتي؟

لم أعد أعرف ما هو الفرح!! لم نعد نعرف معنى العائلة السّعيدة، وخاصّة في الأعياد.... وفي ذلك الوقت لم أكن أعرف قصد الله من هذا!!

إذا استرجعت شريط حياتي الماضية... أسترجع فيه ذكريات موجعة، يمكن اختصارها بكلمة قاسية وظالمة... الموت!! الموت المبكّر الّذي اختطف إخوتي...

ورغم مرور السّنين على وفاتهم، ما زال الوجع... كنت أكره الموت الّذي أخذهم منّا، وجعل من أمّي المسكينة امرأة موجوعة... لا شيء يعزّيها في الحياة ويعوّضعها عن فقدان أولادها...

كانت تقول لي: لِمَ أخذهم الموت... لِمَ لم يأخذني أنا!؟!؟ ماذا فعلت أنا في الحياة حتّى يُؤخَذ أولادي منّي؟!؟!

حتّى إنّ اللّون الأسود اعتاد على جسد أمّي... حتّى صار جزءًا من شخصيّتها الكئيبة....

لم نعد نعرف ما هو الفرح!! لم نعد نعرف معنى العائلة السّعيدة، وخاصّة في الأعياد.... وفي ذلك الوقت لم أكن أعرف قصد الله من هذا!! لماذا نحن؟! لماذا هذا العذاب؟!؟!

وبالرّغم من كبر الألم... كان الوقت كافيًا بأن ينسينا طعم العذاب ويخفّف الألم... أو على الأقل، هكذا ظننت... إلى أن جاء من يذكر إخوتي.. يخبرني عنهم... وإذا بالألم يعود كما كان قبلًا... يعصر قلبي ...

فأجد نفسي أفكّر بأمّي المسكينة... المتألّمة على فراق أولادها... خاصّة بأنّني صرت أمًّا لولد صغير.. وأعرف الآن أكثر من قبل قيمة الأمومة.... فصرت أدرك قيمة أمّي أكثر.. وأحترم حزنها على أولادها...أكثر...

 

لقد غيّر الموت كثيرًا في شخصيّتي...

مع أني لم ولن أفهم كليا قصد ألله ألعلي لأجل ألانسان، لكن لا أشك في محبته أبدا.....أبدا

جعلني أعرف قيمة الأشخاص ووجودهم في حياتي...

جعلني إنسانة أعرف كيف أعبّر عن مشاعري للآخرين.. فلا أتردّد بأن أقول "أحبّكم" للأشخاص الّذين أحبّهم.. وأعبّر عن شعوري تجاههم على الدّوام...

لماذا؟!؟!

لأنّ الموت على غفلة يأتي.... ويخطف منّا أحبابنا....

السعادة, الموت, الفرح, الحزن, الالم, العائلة, الأمومة, الاخوة, التّعبير عن المشاعر, فرحة الأعياد

  • عدد الزيارات: 1770