Skip to main content

أوَّل رجل دين مُعَمَّم يعزف الپيانو

أوَّل رجل دين مُعَمَّم يعزف الپيانو

ويقول الحسيني رجل الدّين اللّبناني... فإنّه تعالى لو أراد أن تصمت الموسيقى، لَما أودع في مخلوقاته أروع المعزوفات في حناجر الطّيور، وحفيف الأشجار، وصخب الرَّعد، وهطول الأمطار..."

نشر السيِّد حسين علي الحسيني (لبناني) عبر صفحته على الفايسبوك، مقطع ڤيديو يَظْهَرُ فيه وهو يعزف مقطوعة موسيقيّة للموسيقار "عمر خيرت" على الپيانو، داخل منزله في الضّاحية الجنوبيّة لبيروت...

وأثار هذا المقطع ضجّة كبيرة في لبنان وخارجه، منها المُعارِض والمُنتقِد ومنها المُرَحِّب والمُشجِّع لهذا التطوُّر البارز الذي يُظهِر العقليَّة المنفتحة لدى بعض الأشخاص الرّياديّين في المجتمع الإسلامي...

"أنا لستُ كائنًا فضائيًّا... ما صدرَ عنّي أمرٌ مُشَرِّفٌ للحوزة العلميّة وللمجتمع الإسلامي... فالموسيقى فَنٌّ من الفنون الإنسانيّة..." وقد نقل الحسيني ما قاله السّيِّد علي السّيستاني فيما يخصّ الموسيقى: "لقد إتَّضحَ ما للموسيقى من قيمة إنسانيّة لا ينكرها أهل الدّراية بهذا الفنّ، ومدى تأثيرها الرّوحي والسّلوكي والفكريّ على الإنسان..."

ويقول السيِّد الحسيني بأنه فخورٌ بأن يكون سبّاقًا في هذا المجال...

"أنا أوَّل مُعَمَّم أُتقِن العزف على آلة الپيانو منذ سنين، وقد قصدْتُ بذلك إظهار إنفتاح الدّين الإسلاميّ على كلّ إبداع إنسانيّ باعث على التّرقّي في محاكاة الأصوات الّتي حاكها خيال إنسان، بعدما سمع من صوت الطّبيعة ما يدلّ على عظمة الخالق لهذا الكون... فإنّه تعالى لو أراد أن تصمت الموسيقى، لَما أودع في مخلوقاته أروع المعزوفات في حناجر الطّيور، وحفيف الأشجار، وصخب الرَّعد، وهطول الأمطار..."

وقد ظهر الحسيني وهو يعزف مقطوعات لبيتهوڤن والياس الرّحباني، وذلك من خلال تسجيلات بثَّتها محطات تلفزيونية، ومواقع إلكترونيّة أجْرَتْ معه حوارات حول خطوته الجريئة... وقد أكَّد أنّه يعزف بالعمامة ومن دونها خلال تسجيلاته...

ويتابع الحسيني: "الإنسان يُمَثِّله دينه وأخلاقه وفكره وشخصه... لقد عزَفْتُ بشكل لائق جدًّا في بيتي... أنا أعزف موسيقى هادئة جدًّا لموسيقار عربي معروف..."

ويقول الحسيني رجل الدّين اللّبناني (٣٨ عامًا) بأنّه تَدَرَّب على آلات موسيقيّة منذ كان في عمر ال ١٤ سنة، من بينها آلات نفخ...

وفي ردِّه على المنتقدين وعلى رسائل التّهديد الّتي تلقّاها عبر هاتفه والتي تتوعَّده بالأذى، يقول الحسيني:

"أنا غير نادم على ما نشرته... أنا أدعو الجميع أن يفتحوا شبابيك فكرهم للشّمس وللهواء النّقي، عسى أن يروا الأمر بعينٍ واعية بصيرة... وأن لا يقف البعض عند ما وضعه الإنسان وفق ذوقه المتأثِّر بطابع الموسيقى القديم الذي لم يكن مُنفكّاً عن الممارسات المُحَرَّمَة، خلافًا لِما نشهده اليوم، حيث صار بإمكاننا إن نستمع للموسيقى ساعة نشاء وأينما نشاء..."

نحن نَشُدُّ على يدك حضرة الشّيخ المحترم... ونقول لك: "أدامكَ الله وكَثَّرَ من أمثالك..."

الموسيقى, الفن, الإنتقاد, الإنسانية, رجال الدّين, العزف

  • عدد الزيارات: 1932