غاية الصوم
"مكتوبٌ: ليسَ بِالخُبزِ وَحدَه يَحيْا الإِنْسان بل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِن فَمِ الله" فكلمة الله هي التي تحيينا، إذا...فلنفتش الكتب... لنعلم ما يقوله الله لنا بواسطة رسله و أنبيائه
لنستطيع أن نقترب منه بتقوى، التي هي من غايات الصوم.
كل سنة وأحبائنا المسلمين بكل خير بمناسبة شهر رمضان، ونكرر...
"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "البقرة:183.
إن الصيام من أقدم الشرائع التي تعترف بها كل الأديان وأهدافها واحدة، وغاية الصوم هي التقرب من صفات الله... ويقول سيد قطب، "أن كلمة لعلكم تتقون تبرز الغاية من الصوم"،
فغاية الصوم هي تقوى القلوب...
وإمتلاءه بالحب والرحمة...
والإقتراب من الله.
فصيامنا عبادة وذبيحة لله... وليس مجرد عادة للتكرار كل عام!!
كذلك يقول الكتاب المقدس "أليس هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟" اش 58/6
لعلنا نتخذ من وقت الصيام هذه السنه فرصة...
لكسر كل قيود الشر...
والصلاة من أجل كل مأسور...
ورفع الظلم عن المظلومين...
ومسح الدموع من أعين المحرومين... بتسديد إحتياجاتهم الجسدية والنفسية أيضا... فنكون في عون كل محتاج.
فالصيام إتجاه قلبي وليس عادة وتغيير بمواعيد الطعام فقط.
بالصيام نرتقى بأنفسنا عن الإحتياجات الجسدية ونسعى للإحتياجات الروحية.
فمن أهم الغايات والإحتياجات الروحية لكل البشر هو أن
تمتلىء قلوبنا... بحب الله...
وبالتالي محبة وصيته... بمحبة الآخرين...
يقول الإمام علي (سكنوا في أنفسكم ما تعبدون) فليخرج من قلوبنا الآن كل شر ورياء، وليحل الله في قلوبنا، فيٌقوِم سلوكنا، ويرتقى بأنفسنا عن كل ما يغضبه، فالله نور وإشراقه في قلوبنا يطرد أي ظلام من القلب ويجعل كل منا هو إنعكاس لكلمة الله ووصيته.
الصيام, رمضان, التقوى, غاية الصوم
- عدد الزيارات: 4645