Skip to main content

صندوق المحبة

إن العطاء صفة من صفات الله، لمسناها منذ خلقنا، اللَّه أعد للإنسان كل سُبل الراحة قبل خلقه، فخلق السماء والأرض والنباتات والحيوانات

وكل الطبيعة أعدها لنا قبل خلقنا، ثم سَيَد الإنسان على كل الخليقة، وعطاء الله غير قاصر على الإبرار والصالحين فقط.

"فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين"مت 45:5، وهذه هي مدرسة العطاء. 

ومن أجمل ما شاهدت في تطبيقا لتلك المدرسة، هو ما أسموه ب "صندوق المحبة"... جميعنا ندرك كم الأشياء التي نلقيها ونهدرها يوميا بداية من الأطعمة التي تزيد عن حاجاتنا فنلقيها، وحتى الملابس والألعاب والكتب التي تخص أولادنا... فكر أحد سكان البناية أن يجعل من خزانة بمدخل البناية "صندوق محبة" للجميع... كل بيت يضع به الزائد عنه، ملابس وألعاب وكتب وحتى الأطعمة، ويغلفها، ويجعلها سبيل لأي شخص سواء كان فقير أو عابر سبيل أو صائم، أي إن كان جنسه أو شكله أو دينه، فيمر من يحتاجها فيدخل إلى درج البناية، ويفتح صندوق المحبة، فيأخذ ما يحتاجه. 

يرحل سكان ويأتي غيرهم وصندوق المحبة باقي، يحمل أثراً طيباً وذكرى عطرة لكل من فكر وساهم فيه، يقول الحديث "إِذَا مَاتَ إبْنُ آدَمَ إنْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ". حديث 

فالناس راحلون، وسيرتهم العطرة والدعاء لهم مستمر.

إنها ليست حلم، أو شيء من الخيال، إنه واقع نفذه أناس لهم قلب يعلم معنى الحب والعطاء، وجميعنا نستطيع أن نحيا بهذا القلب

فيشترك الجميع في شركة من الحب، أساسها" من يدك وأعطيناك"

فهيا نُعمم صندوق المحبة ولو بأبسط الأشياء.

المحبة, الحب, الطعام, العطاء

  • عدد الزيارات: 3634