الأساسات
على ماذا؟ ومما تُصنع الأساسات؟ ستأتي الصّعاب مهما تجنّبناها.... ما مسؤليتي؟
إنّ الأساس الّذي نبني عليه حياتنا هو الأمر الوحيد الّذي يشكل حياتنا على مرّ الوقت.. وهو الشّيء الوحيد الّذي يمكّننا من الصّمود أمام عواصف الأيّام وصفعات الحياة، الّتي تأتي على غفلة.. ...
حتمًا ستأتي هذه الصّعاب مهما تجنّبناها... لا يمكن القول: في حال حدث... أو.. إن مررت بهكذا مشاكل أو محنة ما... لكن الأفضل أن نفكّر بقولنا: حين يحدث.. أو حين نوجد في هكذا موقف أو حلّت علينا محنة ما... هكذا ساتصرف!
على ماذا؟ ومما تُصنع الأساسات؟
يعلّمنا الله من خلال كلمته عدّة أمور أساسيّة... عليها نبني مبادءنا في الحياة... وهي بالأحرى أعمدة أساس.. نستخدمها كأسس نبني عليها جدران حياة متينة.. لا تتزعزع مهما هبّت عواصف أو عصفت رياح...
بعض منها وأولى هذه الأعمدة، هو عمود الأبديّة... فالله يريدنا أن نحيا وندرك جيّدًا في فكرنا مفهوم الأبديّة...لأننا إذا ادركنا ان هناك أبدية..."سنحسب حساباتنا" ولربما تصرفاتنا تتحسن!!
ثاني هذه الأعمدة هو عمود الأخلاقيّات ومبادىء العيش فيه... لقد أتى المسيح إلى العالم لا ليحوّل الأشخاص السّيئين إلى أشخاص صالحين.. مع أن هذه نتيجة حتمية.... إنّما أولا ليعطي حلا للخطيئة... وبالتالي عمود الاخلاقيات يتبع!
أيضًا، منحنا الله عمود المسؤوليّة... أولى إدراكات هذه المسؤوليّة هي أن نعي جيّدًا بأنّنا بشر... فأوّل ما أوصى الله آدم، قال له: لا تأكل من شجرة معرفة الخير والشّرّ... أي بمعنى آخر، يجب أن نفهم هذه الوصيّة الّتي كان يعني بها ألّا نلعب دوره هو... فنحن بشر، لا آلهة... فمسؤوليتي أن اتواضع!!
من أعظم أعمدة الأساس الّتي أعطانا إيّاها الله، هو عمود الإحسان... عليّ كإنسان أن أتعلّم وأتدرّب على العيش مع أخي الإنسان... حتّى وإن كان بيننا اختلاف، وهذا طبيعيّ... حتّى وإن كان من عرق آخر أو من جنس آخر... ما عليّ فعله هو الحفاظ على "القلب الإنسانيّ" الّذي حباني به خالقي... لذا، عليّ أن أحبّ الآخرين كما هو أحبّني...
حين ندرك أهمّيّة هذه الأسس في حياتنا ونبني عليها تعاملنا مع الله ومع الآخرين... لا نخاف بعد إن هبّت رياح المحن أو عصفت أمطار الصّعوبات... فأساسنا متين.. ربّما كأغصان الأشجار نحني قليلًا أمام الصّعاب... لكنّ جذورنا قويّة تتشبّث جيّدًا لئلّا نهوي إلى الحضيض...
محبة الآخرين, الصعوبات, المسؤولية, الإختلاف, الأخلاقيات, أسس الحياة, مبادىء العيش, القلب الانساني
- عدد الزيارات: 1203