الضّحيّة
لماذا أحزن عندما لا يبادلني الآخرون بتصرّفات تشبه طريقة تعاملي معهم؟!؟! لماذا أُفاجأ عندما #يخذلني الآخرون؟!؟! هل أصبح #ضحيّة عندما أساعدهم ولا أتلقّى شيئًا بالمقابل؟!؟!
هل تشعرين بأنّك ضحيّة بين الأشخاص من حولك؟!؟!
في حال كانت إجابتك "نعم"... فربّما أنت تلقين مسؤوليّة على الآخرين.. بمعنى أنّك تعطين أفعالهم قيمة أكبر ممّا يستحقّ الأمر...
اسألي نفسك بعض الأسئلة.. أو فكّري ببعض النّقاط.. وضعي حولها علامة استفهام...
هل أنا شخص يعيش في الماضي كثيرًا؟!؟!
أو هل أنا شخص يسترجع الذّكريات الموجعة باستمرار؟!؟! وإن كنت أفعل هذا، فلماذا؟!؟!
ما الفائدة من أن أجترّ آلام الماضي.. أو أن أحملها في قلبي وأعيد التّفكير بها؟!؟! كلّ ما يأتيني من هذا التّصرّف هو أن أشعر بأنّني الضّحيّة.. وألقي العتب واللّوم على من سبّب لي الألم... هل من نتيجة أخرى غير هذه؟!؟!
هذا هو بالتّحديد طريقة تفكير الشّخص "الضّحيّة"... وهذا، بالعمق، تصرّف شخص يلعب دور المظلوم في كلّ موقف ليحصل على ما يريد...
من ناحية أخرى.. أن ألعب دور الضّحيّة هو عندما أقوم بردّات فعل مقصودة... وفي نفس الوقت أتوقّع من الآخرين حولي أن يتفاعلوا مع الأمر بنفس طريقة ردّة فعلي أنا... وإن كنت أنا هكذا، عليّ أن أسأل نفسي بعض الأسئلة...
عندما أمدّ شخصًا بدعم ما أو بمساعدة ما، فهل أنا أنتظر أمرًا ممائلًا منه تجاهي؟!؟! أي أنّني أنتظر شيئًا مقابل مساعدتي ودعمي له؟!؟!
لماذا أحزن عندما لا يبادلني الآخرون بتصرّفات تشبه طريقة تعاملي معهم؟!؟!
لماذا أُفاجأ عندما يخذلني الآخرون؟!؟!
أنا أعلم أنّ عمل الخير للآخرين، يعود عليّ بخير أيضًا.. ولكن... من قال أنّ هذا الخير سيأتيني من خلال نفس الشّخص الّذي قدّمت له خيرًا؟!؟! هل فكّرت يومًا أنّ الخير يأتي من مصادر مختلفة؟!؟! ربّما من أشخاص مختلفين... أو من عمل ما... من موقف ما؟!؟!
أن أكون شخصًا خيّرًا.. هو أمر رائع... لذا عليّ أن أحفظ قلبي خيّرًا...
لذلك، كي لا أشعر بأنّني ضحيّة... ماذا أفعل؟!؟!
في كلّ مرّة يطلب منّي أحد المساعدة أو الدّعم... أتوقّف.. وأفكّر... أرى إن كان من الحكمة أن ألبّي الطّلب...
أسأل نفسي إن كنت أنتظر شيئًا بالمقابل... وأفكرّ في الدّافع الّذي يجعلني أقوم بهذه المساعدة...
أقيّم السّبب الّذي يجعلني أقوم بها... هل أنا أفعلها فقط من أجل إسعادهم ونيل تقديرهم؟!؟!
وحين أقرّر أن أقوم بها، عليّ أن أكون واضحة مع الآخر... واضحة في توقّعاتي، مثلًا:
إن سألتني إحدى صديقاتي أن أهتمّ بولدها لأنّها مشغولة قليلًا، يمكنني أن أقول لها أنّني أتوقّع أن أجدها جاهزة لتعتني بولدي إن احتجت أنا ذلك يومًا... وفي حالات أخرى، حين أشعر أنّ حاجة الشّخص ماسّة جدًّا، أعبّر عن فرحي بالمساعدة دون انتظار مقابل... لأنّني حين أكون واضحة في كلامي، تتّضح توقّعاتي عند الآخرين.. وهكذا، لا أشعر أنّني ضحيّة في مساعدتي ومدّ يدي حين يطلبون منّي أمرًا...
قيمي المواقف.....فكري ....تم قرري....ولن تكوني ضحية بعد الان..
المساعدة, الضحية, دعم الآخرين, التوقعات, شعور الخذلان, القلب الخيّر, فعل الخير
- عدد الزيارات: 1502