عن الحياة من أعظم الفكاهيّين

الحياة رحلة... وكلّنا سائحات في هذه الحياة... والله هو دليلنا السّياحيّ... وهو قد نظّم رحلتنا ومسارها منذ البدء...

كان تشارلي تشابلن في سن ال 88 عندما ترك هذه الحياة ورحل... إنّما لم يتركها من دون أن يزوّدنا ببعضٍ من حكمته الّتي اكتسبها في مسيرته في هذه الحياة... بالحقيقة، لقد ترك لنا أربع عبارات قيّمة... منها نتعلّم الكثير...

قال: لا شيء في هذه الحياة يبقى إلى الأبد... حتّى مشاكلنا وهمومنا... فهي تستمرّ لفترة من الزّمن... وتتلاشى مع الوقت... لذلك لا تقبعي تحت حمل الصّعوبات بل تابعي المسير وانظري إلى الأمام... كي تري بصيص النّور في آخر مطاف الصّعوبات...

عبّر تشارلي أيضًا عن حبّه للمشي تحت المطر... عذره في ما قال أنّه لا يمكن للآخرين أن يروا دموعه تحت المطر... كلّنا نحزن... ونبكي... لكنّ المطر هو ملاذنا كي نخفي دموعنا... أو ربّما نخبّىء الألم في نفس الوقت الّذي فيه نتألّم... نعبّر عن مشاعرنا... نطلقها إلى العلن... تحت قطرات تغسل وجوهنا من الحزن والبكاء... من ناحية أخرى... نرى أنّ الله يرسل، في وسط التّجربة الحل... ففي وسط الحزن ومرارة الدّموع يرسل ما يزيلها عن وجوهنا...

كلّنا نعرف كم أضحك تشارلي الجماهير... ربّما قرأنا الكثير عنه أيضًا... وهو لم يكن ذاك الشّخص السّعيد في حياته، فحياته لم تكن مثاليّة أبدًا... وقد عانى الكثير... لكنّه قال أنّ اليوم الضّائع في حياتنا هو ذلك اليوم الّذي لا نضحك فيه... ولا نرسم البسمة في لحظة من لحظاته...

لم يكن تشارلي طبيبًا... لكنّه نصح بأهمّ ستّة أطبّاء في الحياة... الشّمس... الرّاحة... التّمارين الرّياضيّة... النّظام الغذائي... احترام الذّات... والأصدقاء...

هذه كانت شعارات تشارلي في حياته... وهذا ما تركه لنا إلى جانب أشرطته المصوّرة الّتي تضحكنا من القلب...

يمكنك أن تستخدميها في حياتك اليوميّة... اتّبعيها في جميع مراحل حياتك... واستمتعي بحياة صحّيّة...

فإن نظرت إلى القمر، يمكنك أن تري جمال الله...

وإن رأيت الشّمس، ترين قدرة الله...

وإن تأمّلت في المرآة، تشاهدين أجمل خلق الله...

كلّنا سائحات في هذه الحياة... والله هو دليلنا السّياحيّ... وهو قد نظّم حلتنا ومسارها منذ البدء... حدّد الطّرق الّتي سنسلكها... والأماكن الّتي سنتواجد فيها... وحدّد نقطة الوصول إلى نهاية الرّحلة... فضعي ثقتك به... وأكملي المسير بمتعة وفرح...

الحياة رحلة... عيشي اليوم... ربّما غدًا لن يأتي...