أين أنت يا ربّ؟!
هل الله الّذي تعرفينه هو إله محبّ؟! كيف تعرفين ذلك؟! ما البرهان الذّي يؤكّد لك هذا؟!
نحن... لسنا أقوياء بالدّرجة الّتي نعتقدها... ونحن الآن نطرح أسئلة أكثر من قبل... هي أسئلة لم نفكّر بها قبلًا...
ألا يرى الله أين وصل بنا الحال؟! أين أنت يا رب؟! ألست أنت الممسك بزمام الأمور؟! كيف لنا أن نتأكّد من هذا؟!
إن ظننت أنّك تعرفين صديقتك المقرّبة جيّدًا... فإنّك تستطيعين أن تتخيّلي كيف تتصرّف عندما تواجه مواقف معيّنة... وكيف تكون ردّات فعلها تجاه الأمور المختلفة الّتي تحدث لها...
هذا الأمر هو نفسه في حالنا مع الله... إن كنّا نعرفه جيّدًا... فإنّنا يجب أن ندرك أنّنا نسمع إجابته في قلوبنا تجاه المواقف الّتي نحن فيها...
هل الله الّذي تعرفينه هو إله محبّ؟!؟ كيف تعرفين ذلك؟! ما البرهان الذّي يؤكّد لك هذا؟!
الرّب صالح... حتى للّذين يتمرّدون عليه...
في المزمور 145: 9، الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ.
وفي المزمور 100: 5،أَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ، إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتُهُ، وَإِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ أَمَانَتُهُ.
أيضًا في مزمور 145: 17، الرَّبُّ بَارٌّ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَرَحِيمٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ.
لذا، إن كان الرّبّ صالح... فأين هو من حياتنا... خاصّة عندما تسوء بنا الأمور؟!
برأيي... هو يقاصص الخطيئة الموجودة في العالم... في الرّسالة إلى أهل رومية 1: 18، أَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ.
ومن هنا ربّما نتساءل... لماذا يسمح الله بأن نتألّم؟!
الألم هو مرحلة مؤقّتة... وسينتج فينا فرحًا لا ينتهي في المستقبل... وعدنا الله بذلك في رسالة رومية 5: 3-5، وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، الرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا.
وأيضًا... رومية 8: 28، وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.
لآ يمكننا أن نسبر غور الله بالكامل... فهو أعظم وأكبر من أن ندركه كلّيًّا بعقلنا المحدود... ولكنّنا، عندما نضع كامل ثقتنا بالسّيّد المسيح، يمكننا أن نسكن مطمئنّين بأنّ الله من على عرشه يتمّم قصده... يكمّل هدفه الكامل – حتّى وإن لم ندرك نحن السّبب...
أؤكّد لك ذلك.. نضع ثقتنا به بالتّمام... فيسكب في قلوبنا السّلام الكامل... والأمان الّذي لا يزعزعه مرض أو ألم... محنة أو تجربة... لأنّ سلامه يحفظ قلوبنا وأفكارنا...
المرض, الثقة بالله, الألم, المحنة, سلام الله, مرحلة الألم, قصد الله, الإله المحب, قصاص الخطيئة
- عدد الزيارات: 3413