بين الرّضى بالواقع والتّطوّر
الرّضا بالواقع الّذي نعيشه لا يتعارض مع العمل على تطوير أنفسنا، فالرّضا بالواقع ليس دعوة للتّكاسل والقبوع في نفس المكان، ولكن...
نعيش أحيانًا ظروفًا لا دخل لنا بها، وليس بإمكاننا تغييرها مثل الجنس واللّون والعرق والأسرة وما إلى ذلك... فعلينا أن نرضى بها محاولين التّأقلم معها، بل ونطلب من الله أن يجعلنا نقبلها بشكر وخضوع وتسليم لإرادة الله.
بينما التّطوّر يعني الإرتقاء بالأمور الّتي نستطيع تغييرها، يقول الكتاب المقدس، "إِله السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِي" نح 20:2
أو كما في القول المأثور، "اسعَ يا عبدي وأنا أسعى معك" إذًا هي دعوى للسّعي، وليس لتبسيط العزيمة بكلمات سلبيّة، مثل "ليس في الإمكان أفضل ممّا كان".
الرّضى بالواقع ليس دعوة إلى الرّكود، وقتل القدرة على التّطوّر، ولا عدم الرّغبة في التّغيير إلى الأفضل، أو بمعنى آخر، الرّضى بالواقع ليس معناه قمع الطّموح، فعجلة الحياة في تطوّر مستمرّ، وبشكل سريع جدًّا، وإن جمّدنا حياتنا وأفكارنا فنحن لن نقف في مكاننا دون تقدم فحسب، بل أنّنا سنتراجع للخلف بينما العالم يسير بخطى سريعة إلى الأمام.
لقد خلق الله كلّ واحد فينا متميّزًا في أمور معينة، وعليّ أن أكتشف نقاط التّميّز والقوّة في حياتي... ولأكتشف هذه الميّزات أحتاج إلى الحكمة في التّفكير والتّخطيط لحياتي والسّعي لتحقيق الهدف... حكمة تمكّنني أن أرى الفارق بين الأمور الّتي يمكنني تغييرها والأمور الّتي عليّ أن أرضى بها.
فالرّضى بالواقع مصحوبًا مع الفكر السّلبي يدعو إلى التّكاسل، ويستند دائمًا على مواريث وعادات فكريّة خاطئة، بينما يدعونا الله للعمل والمثابرة، "فلكلّ مجتهد نصيب".
فلنقبل أنفسنا بدون تذمّر، ولكن لنجعل من هذا الرّضى نقطة انطلاق للوصول دائمًا إلى الأفضل.
هل فكّرت في نفسك يومًا في خطة لتطوير نفسك؟! وهل تسعين لتحقيق هذه الخطّة بحكمة وتصميم؟
الحكمة, التذمر, العمل, الهدف, الواقع, التطور, الرضى, المثابرة , القبول, التكاسل
- عدد الزيارات: 2098