غريبة عن نفسي
هل سألت نفسك مرّة لماذ تحاولين إخفاء بعض جوانب شخصيتك؟
إنّ أكثر الأشياء الّتي نحرص كلّ الحرص على إخفاءها في شخصيّاتنا هي في الواقع حقيقتنا... وهي واقعنا الّذي نحن عليه، وليست الثّياب والأقنعة الّتي نحاول أن نرتديها... لماذا نريد إخفاء حقيقة أنفسنا؟ أَلِعدم ثقتنا بها؟ أو لعدم قبولنا إيّاها، فنتبرّأ منها؟!
ليس أحد فينا كامل... نحمل عدّة نواقص في شخصيّاتنا... وهذا ليس عيبًا، فكلّ ابن آدم خاطىء، لأنّنا بَشَر، نُخطئ ونُصيب... وقد نضعف أو قد ننسى، أو نتجاوز القواعد في بعض الأحيان... ولكن بسعينا دائمًا لإصلاح هذا، يجعلنا على الطّريق الصّحيح.
فلنتعرّف إلى أنفسنا جيّدًا، ولنتصالح معها ونعطيها أولويّات الإهتمام بالإصلاح... فكيف لنا أن نتصالح مع أنفسنا ونحن لا نمنح نفسنا الوقت لنراها وندرك باطنها، بل إنّنا ربّما ننسى حقيقتنا من كثرة ما نخفيها.
إعلاننا عن ضعفاتنا لأنفسنا في حدّ ذاته قوّة وجرأة وقدرة موجودة في كلّ نفس، وهو نوع من الرّحمة بأنفسنا والإشفاق عليها، فقد تمرض قلوبنا ولا نشعر بها لانشغالنا بإخفاءها أكثر من اهتمامنا بإصلاحها.
فربّما علينا أن نرفع أعيننا إلى السّماء، معلنين ضعفنا واحتياجنا، عالمين أنّ لنا إله قادر على أن يعين ضعفاتنا، وقادر على ترميم ما دمّرته صعوبات الحياة وإصلاح ما فينا من شوائب الطّبيعة البشريّة، ونعلم أنّ صورتنا الحقيقيّة هي أفضل صورنا، فقمّة إبداع الخالق كانت حين جعل لكلّ منّا بصمة ونكهة خاصّة، ومعرفتنا بهذا هي الّتي تمنحنا الثّقة بالنّفس وتسمح لنا بإقامة العلاقات الحقيقيّة والصّادقة بمن حولنا.
نحتاج أن نتعامل مع أنفسنا من زاوية موضوعيّة، نتعرّف على باطننا ونتفكّر فيه، خير من أن نخفي مواطن ضعفنا الّتي لا نرضى عنها، علينا أن نتعرّف على موضع الألم فنعالجه ونحاول إصلاحه.
بجلسة صغيرة مع أنفسنا، نستطيع أن نعرف إلى أين تأخذنا تلك النّفس، عالمين أنّ "مالك روحه خير ممّن يأخذ مدينة". أمثال 32،
القلب, النفس, الإصلاح, العلاقات, الطّبيعة_البشريّة
- عدد الزيارات: 2232