ما بين الخوف والرّجاء
بين الأمس والغد - حاضرنا... وبين الخوف والرّجاء - سلامنا...
قالت لي صديقتي وهي في حالة من القلق، أشعر أنّني دائمًا منشغلة بأموري الغيبيّة... الّتي لم تأتِ بعد، فحين يأتي المساء ويحلّ الظّلام أظلّ أنتظر النّهاية، هل سيأتي صباح جديد عليّ أم لا!... وهل سأصحو في بيتي وبلادي وهي آمنة أم سيصيبنا مكروه!...
وخاصّة الموت، فلا زالت فكرة الموت على قائمة القلق عندي، قبل النّوم... والفكرة الأولى صباحًا... والفكرة المستمرّة طوال اليوم...
حاولت تهدئتها بكلمات مطمئنة، بأنّ الغد لا يعلمه أحد إلّا الله، وخوفنا من الغد لن يحقّق لنا سلامنا فيه أو ينزع منه سوءه، ربّما علينا أن نسعى بإيجابيّة أفضل من الخوف.
فردّت عليّ قائلة... وهل هناك أيّ شيء سيغيّر من النّهاية المكتوبة لكلّ الخلائق... وهي الموت!...أنا لا أريد أن أموت، لا أريد، وخبّأت رأسها بين كفّيها وبكت... كأنّ الموت أمامها الآن... ويناديها...
تذكّرت كلمة طالما طمأنتني، حينما كنت أمر بتلك الحالة الّتي تمرّ بها صديقتي، (إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) يونس 62
إنّ الخوف من الموت يكمن في ما سوف تلقاه أروحنا بعد الموت، فمن لا يعلم إلى أين هو ذاهب، ومن لا يعلم عن الغيب إلّا الوحشة والقبور، هو نفسه الّذي يخاف، ولكنّنا نعلم ونثق أنّ الحياة والموت كلاهما تحت سلطان الله، وهو معنا في الحياة الأخرى لأنّنا لم نكن أيضًا بدونه في هذه الحياة... من كان الله معه، فمن عليه...
لا موت ولا قبور ولا خوف ولا ألم، بل سيمسح الله كلّ دمعة من عيوننا، (إذا سرت في وادي ظلّ الموت، فلا أخاف شرًّا لأنّك أنت معي: مز 4:23
بين الأمس والغد ... حاضرنا، وبين الخوف والرّجاء ... سلامنا، فنحن دائمًا نحيا بين مرحلتين وحالتين، نحن نقرّر إلى أيّهما ننتمي... بكيفيّة السّعي الّذي نسلكه. فإذا امتلكنا الإيمان وسلكنا في حياة ترضي الله ووضعنا الأمل والثّقة بوعده بأن يعطينا الحياة الأبديّة... زال الخوف وحلّ مكانه الأمان والرّجاء...
هل تخافين الموت؟؟؟؟ تمسّكي بالله وبوعوده... وهو يملأك سلامه وأمانه...
الخوف, الموت, الرجاء, الإيمان, الأمس, الحياة الأبدية , الغد, جديد
- عدد الزيارات: 1896