أمواج هائجة
أحيانا تخيم الظروف المعتمه علينا فتعوق رؤيتنا وننسى أن هناك ملاذ من كل ضيق معد لنا ولا علينا سوى التمسك بقارب النجاه.
حين التقم الحوت النبي يونان "يونس"، أغلقت الدنيا أبوابها عليه، ولم يكن يعلم مصيره، ولكنه صرخ صرخة من جوف حوت الذي كان مثل القبر المتحرك له. وكان على يقين أنه حتى لو الضيقه التي هو بها غفلها العالم كله، الأهل والأحباب، إلا أن هناك من يسمع صرخته ويترأف عليه. (يونس) "وذا النُّونِ إذ ذهبَ مُغاضِباً فَظنَّ أن لن نقدرَ عليه فنادى في الظُّلمَاتِ أن لا إله إلاَّ أنتَ سبحانك إنِّي كنت من الظَّالمين، فاستجبْنا له ونجَّيناهُ من الغَمِّ وكذلك نُنْجي المؤمنين". الأنبياء 88
لم يفكر في المكان الذي يصلي منه ولا الإتجاه الذي ينظر إليه، ولكن المهم كان إتجاه قلبه
فقد وجد يونان وسط هياج البحر والظلمه التي ببطن الحوت حاجه إلى الصلاة إلى سامع الصلاه
فقال وهو لازال بجوف الحوت "وقال، دعوت من ضيقي الرب فاستجابني. صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي" من سفر يونان 2:2، ياله من إيمان هذا الذي جعل يونان يرى الخلاص من أزمته وكأنه قائم أمامه، وليس كأنه سيأخذه فيما بعد.
يقول الكاتب "وليم وليك ارثور" إن المتشائم يشتكي من الريح، والمتفائل يأمل في توقفها، والواقعي يعدل الأشرعه".
ولكن هل حقا نعرف كيف نوجه شراعنا في تلك الأمواج التي تهزنا في هذه الحياة؟
حين نتضرع ونرفع أيادينا إلى الله نكون قد عدلنا الشراع.
فربما تهدأ العاصفة وبكلمة من الله تثبت السفينه، فالله وحده الذي يستطيع أن ينتهر ريح التجربة وأمواج الظروف فينجينا.
ربما علينا أن نتعلم من "يونس" أن نكون شاكرين ونحن غارقون لأننا في أعمق متاعبنا نستطيع أن نسكب قلوبنا أمام الله ونعلن له عجزنا ونستمتع بقوته وقدرته في إنقاذنا من بحر الألم.
إننا لسنا وحدنا، بل لنا إله معين قادر أن يقيمنا رغم ضعفاتنا.
الحياة, الشكر, الضيقات, الصلاة, الغرق, الأمواج, التجربة, الأزمات
- عدد الزيارات: 3040