سكون النفس
السكينة أمرٌ مُلِحٌّ نحتاجه ونشتاق إليه، وهو يستحق إعادة التوصيل بهدف اللجوء إليه وقت الحاجة، إذ أنه يؤمِّن لنا قسطاً وافراً من الراحة والسعادة الداخلية.
والسكينة هي مهارة الإختلاء بِالنَّفْس وفترة الإنفراد بها...
عندما نسمع كلمة "سكون" نظن للتوّ أنها تعني "عكس الحركة" أو نقيضها... وننسى أن السكون أو السكينة بمعناها الكُلِّي مختلف تماماً.
والسكون طبيعة أوجدها الله في قلب كل إنسان، لكن العجيب في الأمر أننا نحن أنفسنا وبملء إرادتنا... نختار إما قطع الإتصال بها والإبتعاد عنها، أو اللجوء إليها من حين إلى آخر.
كل شيء في حياتنا يُبعِدنا عن ذواتنا... الإرتباك، الحيرة، ألإنشغال... الضجيج، التوتّر، الإنفعال... القلَق، المُثُل والمُعتقدات... إلى ما هنالك من عناوين... هذا هو إختبار طريقة حياتنا اليومية، نلمسه ونلاحظه ونعيشه وكأنه أمرٌ طبيعي وعادي.
لكن السكينة أمرٌ مُلِحٌّ نحتاجه ونشتاق إليه، وهو يستحق إعادة التوصيل بهدف اللجوء إليه وقت الحاجة، إذ أنه يؤمِّن لنا قسطاً وافراً من الراحة والسعادة الداخلية.
والسكينة هي خَيارٌ واختيار... نشعر من خلاله بأننا على إتصالً دائم مع أنفسنا... بالإختصار، إنه يُشْعِرُنا بأننا "موجودون." وهذا الشعور لا يتأثَّر بأي حركة أو عمل. إنه يُشْبِه قَعْرَ المحيط الذي لا يتأثَّر بالأمواج التي تحدث على سطحه...
إنه الإستسلام إلى باطننا الروحي حيث نقطة الإرتكاز وحيث تنطلق حياتنا من هناك...
إنه الخَيار السهل والمُتَوفِّر، وهو الإختيار الدقيق والحسّاس.
والسكينة هي مهارة الإختلاء بِالنَّفْس وفترة الإنفراد بها، رغبةً في التأمُّل والشرود بعيداً عن ضجيج الحياة وصخبها.
وفي غمرة هذا الضجيج، تتأثَّر صحتنا النفسيَّة وجهازنا العصبي وصحتنا الجسدية، فيزداد القَلَق والتوَتُّر لدينا مما يؤدي إلى الإكتآب. كما أنَّ الضوضاء تؤثِّر سلباً على القدرة على التركيز والفهم والسلوك.
التوتر, القلق, الصحة البدنية, السكينة , الانفراد , التأمل
- عدد الزيارات: 6119