ما هي أعظم وصيّة؟
عندما تكثر وتطول لوائح الفرائض... وإن لم تقم بذلك... فجزاؤك الإستبعاد عن الجماعة أو حتّى...
على مرّ العصور، تعدّدت الآراء وتغيّرت القواعد والأسس في المجتمعات... لكنّنا نلاحظ أنّ المشترك في جميع المراحل من حياة الإنسان هو لائحة من الفرائض أو الوصايا التّي ذكرت في أكثر القوانين أو العقائد الدّينيّة، الإجتماعيّة والثّقافيّة.
فإذا عدنا إلى العهد القديم، إلى أيّام النّبيّ موسى، نجد أنّه قد وضع الكثير من الشّرائع والقوانين الّتي كان على الشّعب أن يتّبعها... حرفيًّا.
لقد أعطى موسى للشّعب عددًا كبيرًا من القوانين، وذلك للعيش في مجتمع سليم يرضي الله... لقد كان عليهم تنفيذ النّاموس حرفيًّا وبحذافيره. وقد كان عليهم أن يحفظوا الوصايا العشر، وأيضًا، كان يُجازَى ويحاسَب مِنَ الله والقادة والشّعب كلّ من كان يكسر أحد تلك الوصايا المنزلة. فعدا عن الشّريعة وأسسها الكثيرة العدد، لقد كانت هناك الوصايا العشر المحفورة على حجر. ولا داعي أن أذكرها... فكلّنا يعرفها...
لكن، لقد كان هذا عبئًا على الشّعب... أن تتبع الوصايا وتنفّذها بحرفيّتها... وإن لم تقم بذلك... فجزاؤك الاستبعاد عن الجماعة أو حتّى الموت بسبب عدم الطّاعة. وبالحقيقة... لم يقدر أحد أن يتمّم المطلوب منه على أكمل وجه... فنحن بشر... ولا أحد من البشر كاملاً... فكلّنا نخطىء...
وهكذا جرت العادة والطّقوس من جيل إلى جيل... إلى أن أتى عيسى المسيح.
لم يأتِ ليغيّر الشّريعة، ولا ليلغي الوصايا أو يضع وصايا جديدة... إنّما أتى، كما قال، ليكون لنا حياة وليكون لنا أفضل.
وعندما جاء إليه ذلك الشّخص كي يسأله ما هي أعظم وصيّة، لم يقل له المسيح أنّ هناك وصيّة أعظم من أخرى... كلّ ما قدّمه له كان بقول بسيط وسهل، يفهمه جميع النّاس.
فنجد أنّ أكثر ما يرضي الله هو استخدام أسلوب "المحبّة" في حياتنا... فحين تمتلىء قلوبنا بالمحبّة... نطيع الله بقلب مرضي... وبالتّالي... تفيض المحبّة من قلوبنا إلى الخارج غامرة كلّ من حولنا... فينتج عن المحبّة إطاعة ما يقوله لنا الله، وهكذا... من خلال إطاعته... نحصل على الخلاص وغفران الخطايا والحياة الأبديّة.
لقد لخّص المسيح الوصايا تحت عنوانين عريضين:
- أحبّ الرّبّ إلهك من كلّ قلبك ونفسك وفكرك... هذا يلخّص علاقة الإنسان بالله.
- أحبّ قريبك كنفسك.... هذا يلخّص علاقة الإنسان بأخيه الإنسان.
وهذه هي أعظم الوصايا... المحبّة!
المحبة, النعمة, القواعد, الخلاص, الحياة الأبدية , الناموس
- عدد الزيارات: 3158