Skip to main content

صالة المغادرون

صالة المغادرون

نظل نجري ونتحرك يوميا هكذا، ويوما يليه يوم، وأيام تلوها أيام، فسنوات فعمر، ثم نصل إلى المُستقر، فهلا أعددنا أجندة لتلك الرحلة؟

في صالة المغادرين... وجوه عديدة تحمل معان كثيرة مختلفة، فمنها وجوه فرحة وتستبق الزمن ويسبق قلبها جسدها للقاء الأهل والأحبة... ووجوه حزينة على فراق، وقلوب مضطربة لا تعلم إلى أين ستذهب، وكلنا راحلون بنفس الطائرة، ولكن لكل منا واجهة في الحياة  يقصدها وسيصل لها، فهل نعلم متى وإلى أين سنصل في النهاية؟

في كل يوم تشرق فيه الشمس على الأرض، يبدأ الكون يتحرك، كل منا يسرع في إتجاه، وكأننا نسابق الزمن لإنجاز مهامنا، ننظر في الشوارع نرى سيارات، مدارس، مصانع، جامعات، وكل منا يجري ويسعى في إتجاه، حركة دائبة، وانشغالات لا منتهية، تليفونات إيميلات، إلتزامات...
نحاول أحيانا أن نرتب جدول لأولويات يومنا حتى نستطيع أن ننجز أكبر قدر من أهدافنا في هذا اليوم، فهل حددنا أجندة لحياتنا؟

نسمع عن حالات الموت الغير منتظرة... ومرات كثيرة سابقة للأوان... أو مختطفة...

 ليتنا... ليتنا... نستفيد من فرصة الحياة القصيرة... ووجودنا بهذا العالم الآني...

لندرك غاية وجودنا "الحياة معبر نعبر عليه للأبدية"، وفي أثناء حياتنا نحن بالحقيقة نبني الملكوت.

فالأرض هي جنين في رحم السماء، ونحن مسافرون إلى السماء عبر الأرض، وما يزرعه الإنسان إياه يحصد، فهل تعلم ماذا زرعت، وما هو حصاد العمر؟

ربما نحتاج أن نعيد صياغة تصوراتنا وأفكارنا حول إستثمار حياتنا،  فنحدد أهدافنا ونسعى إليها، فنعلم من اين ننطلق وإلى أين سنذهب، فلا نهدر أغلى ما نملك "العمر" الذي يضيع وسط زحام الطرق والعمل والأولاد الإتصالات ودوامة لا تنتهى ولن تصل بنا إلى تحقيق الهدف من وجودنا بها... فماذا ينتفع ألأنسان إذا ربح العالم وخسر نفسه؟!

قال الله للشعب منذ البداية: "لي الأرض وأنتم غرباء ونزلاء عندي" لاويين 23:25

فلنعمل من أجل المستقر، ونملأ قلوبنا شوقاً لمن أحبنا ودعانا لتلك الحياة الأبدية

الموت, الحياة, السماء, العشق الإلهي, لصوص العمر

  • عدد الزيارات: 2710