النّميمة
علينا أن نكون حرّاسًا على أفواهنا وكلام لساننا... وإلاّ نصبح عبيدًا لكلماتنا... في أحد الأيّام قام رجل كبير في السّنّ بترويج إشاعة عن جاره قائلاً بأنّه سارق...
فتمّ القبض على الجار بهذه التّهمة... وبعد أيّام تمّ الإفراج عنه بعد أن اتّضح بأنّه بريء... وبعد إطلاقه، قام برفع الدّعوى على الرّجل المسنّ بتهمة تشويه سمعته وإطلاق إشاعة عنه، عارية عن الصّحّة.
في المحكمة، قال الرّجل المسنّ للقاضي: "لقد كانت مجرّد تعليقات بسيطة، ولم أؤذِ أحدًا."
وقبل أن يصدر القاضي الحكم قال للرّجل: "أكتب كلّ ما قلته عن جارك على ورقة... مزّقها إلى وريقات صغيرة... وفي طريقك إلى المنزل، إرمِها من شبّاك سيّارتك... وعد غدًا لتسمع نتيجة الحكم."
وفي اليوم التّالي...
قال القاضي للرّجل: "قبل أن أقوم بإصدار الحكم، عليك أن تذهب وتجمع أجزاء الورقة الّتي رميتها بالأمس...".
فردّ الرّجل قائلاً: "لا أقدر على القيام بهذا الأمر. فالرّيح قد فرّقت تلك الأوراق في أماكن مختلفة... ولا أعلم أين أجدها."
أجاب القاضي:
"هي نفسها النّتيجة الّتي تفعلها الكلمات البسيطة... والتّعليقات الّتي نقولها... تدمّر إحترام الأشخاص... حتّى إنّنا لا يمكننا تصحيح الخطأ الّذي ينتج عنها... فإن كنت لا تقدر على أن تتفوّه بكلام جيّد... من الأفضل ألاّ تتكلّم... علينا أن نكون حرّاسًا على أفواهنا وكلام لساننا... وإلاّ نصبح عبيدًا لكلماتنا."
النّميمة أسوأ من اللّصوص... لأنّها تسلب الإنسان كرامته، شرفه، سمعته، ومصداقيّته... فتستحيل إستعادة هذه الصّفات إذا فُقِدَت.
تذكّر هذا:
عندما تزلّ قدماك، يمكنك إستعادة توازنك... أمّا إذا زلّ لسانك... فلا يمكنك إسترجاع الكلمات الّتي تفوّهت بها.
الكلام, الصدق, النميمة, الإحترام, الشرف , باطل
- عدد الزيارات: 2662