الإزدواجية
نملك أحيانا في داخلنا نوع من الإزدواجية التي نتصارع معها، لأن بداخل كل منا رغبة واحتياج أن يكون إنسان صالح، ويراعي الله في كل حياته، وأيضا هناك صوت آخر يجذبه نحو الخطية.
إنه الصراع الدائم فينا.
إنها معركة الحق والهوى، إشتياقات الروح، ورغبات الجسد، وليس في سلطاننا أن نفكر أو لا نفكر في ما تعرضه الدنيا علينا، او ما يلقيه الشيطان من فتنة أمام أعيننا.
ولكن
بإمكاننا أن نطيع هذا الصوت... أو نُخرِسه ونتبع الحق.
فنحن أصلا خلقنا أحرارا... ليس لشيء سلطان علينا... إلا... بقدر ما نمنحه نحن... أو يُفرَض علينا!
فالإنسان الحر... يُسّير ما حوله ليصل به إلى ما يريد...
لكن منتهى العبودية، هو أن نُستَعبد لفكرة ضد صالحنا، أو لخطية أو شهوة تُسيرنا إلى حيث ما هي تريد.
فالإنسان الفاضل ليس معناه أنه لا يشتهي الدنيا... بل معناه أنه يقمع شهواته ولا يترك نفسه فريسة في يد شهوات تقيده وتسير به إلى حيث لا راحة.
والمتسامح ليس معناه أنه لا يغضب ويرغب في أخذ حقه... ولكن معناه أنه يغضب ولكن لا يترك الغضب يتحكم به!!
فكما أن النفس أمارة بالسوء "إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ" يوسف 52، إلا أن الله يأمرنا بكل الخير، يبقى الامر في يدنا، إما أن نقود أنفسنا ونسير في طريق الفضيلة، أو أن تقودنا أنفسنا الخاطئة إلى طريق الضلال.
هذه هي القوة الداخلية، قوة الروح التي تجعلنا نحيا بحرية دون أن يتسلط علينا قيد أو خطية،
فاذا كان الشيطان يحدثنا بأمور سلبية، "وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ِ أنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" الزخرف 62،
وإن كان الشيطان يهمس لنا بالخطية، فلنعلن أمامه أن "أنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ" الاسراء 65
الخير, الحب, الخطية, التسامح, الشرور, الشيطان, مسمار جحا
- عدد الزيارات: 2530