الوقاحة والصراحة
هل هناك صراع بين الصراحة والوقاحة؟ وما هو الفرق بينهما!! أحياناً يظن الإنسان نفسه بأنه صريح، فيقول كل ما يخطر على باله من دون تفكير.
لكنَّ المستمع يستطيع أن يميِّز بين الصراحة والوقاحة!! فما الفرق بين الإثنين؟
الصراحة هي قول الحقيقة من دون كذب، وهي قول الحق من دون مجاملة، أو التعبير عن المشاعر من دون مواربة... وعندما تتخطى الصراحة حدودها تتحوَّل إلى وقاحة...
فالصراحة تعتمد الأسلوب المؤدَّب اللطيف، والهدف منها التحسين...
أما الوقاحة فإنها تتعدَّى الأدب وتسبب التجريح والألم.
لكن ما بين الصراحة والوقاحة خيط رفيع، وما إن ينقطع هذا الخيط حتى تنقلب الأمور وتحدث المشاكل.
والصراحة فنٌ يُجيده القليلون، وهي تتطلَّب مراعاة شعور الآخر، وتحتاج إلى الصبر والحكمة في الكلام، حدودها الأدب وسقفها المعقول.
أما الوقاحة فهي تعبير عن حقدٍ دفين، وهي جرأة بلا حدود ممزوجةٌ مع قلَّة الذوق، وهي التعدّي على الآخربقصد تجريح كرامته وتوجيه الإهانة له. وكما قال أحدهم، إنَّ الوقاحة هي إستغلال طيبة قلب إنسان من دون احترام مشاعره.
"الوقاحة هي أن تحادثني وتبتسم لي وقد أكلتَ من لحمي حتى جفَّ لسانك." نجيب محفوظ
"لا تبالغ في المجاملة حتى لا تسقط في بئر النفاق، ولا تبالغ في الصراحة حتى لا تسقط في وحل النفاق."
تشارلي تشابلن
المحبة, الحقيقة, الأنانية, الذوق, الإبتسامة, الأدب, الصراحة
- عدد الزيارات: 17222