Skip to main content

التسرُّع

التسرُّع

التسرُّع هو التصرُّف على عَجَل، وعدم التدقيق في أخذ القرار، وهو فعلٌ يقترن بالتهوُّر والمجازفة والحماقة.

للتسرع أوجه كثيرة نذكر منها على سبيل المثال:

١- التسرع في الكلام

يُحكى أنَّ شاباً جاء كي يتعلم عند الفيلسوف "سقراط". وما إن إلتقى سقراط بالشاب، حتى بدأ بالحديث وإستمرَّ فيه لمدَّة عشر دقائق... وأخيراً وبعد أن صمت الشاب، قال له سقراط: "حسناً، سوف أَقْبَلُك في مدرستي، لكني سأتقاضى منك ضعف ما أتقاضاه من سواك."فسأله الشاب عن سبب ذلك، فأجابه سقراط قائلاً: "لأنني سأضطر أولاً أن أعلِّمك كيف تلجم لسانك، ومن ثم سأعلمك كيف تستخدمه..."

وعن هذا الموضوع يقول الكتاب المقدَّس: "لِيَكِنْ كُلُّ إنسانٍ مُسْرِعاً في الإِسْتِماعِ، مُبْطِئاً في التَكَلُّم"، "إِجعَلْ يا ربُّ حارِساً لِفَمِي، إِحْفَظْ بابَ شَفَتَيَّ".

٢- التسرع في الحكم على الآخرين

الأحكام المُسْبَقَة التي نُطلِقها على الآخرين ونظنُّ بأنها صائِبَة، هي في معظم الأوقات خاطئة، وليست من الحكمة.

وقد نصف الآخرين بالغرور والتكبُّر، أو نحكم عليهم بالأنانية والإنغلاق من خلال النظرة الأولى.

لكن من قال بأنَّ نظرتنا هي نظرة ثاقِبَة وصحيحة؟

ومن أعطانا التفويض المُطلَق لكي نُصدِر هذه الأحكام ونوجِّه السهام نحو الآخرين، ونتخِذ المواقف السلبيَّة ضدَّهم، ونُلحِق بهم الظلم والأذى؟ يعلِّمنا الكتاب المقدَّس أن لا نتسرع ونُصدِر الأحكام على أحد فيقول:

"لا تَحكموا في شيءٍ قَبْلَ الوقت... ولكن الذي يَحْكُمُ فيَّ هو الرَّبُّ..."

٣- التسرع في أخذ القرار

إنَّ عملية صُنع القرار عمليَّة تحتاج إلى تفكير ودراسة واستشارة وتوضيح، وذلك لاختيار الخيار الأفضل من بين البدائل الأخرى. وهي تحتاج إلى الوقت الكافي للوصول إلى القرار السليم. ولعلَّ التسرع أو التهوُّر في إتخاذ القرارات هو من أهم عيوب الشخصية.

وهذا التسرع يترتب عليه عواقب وخيمة على الصعيد الشخصي أو الجماعي، وينتج عنه الندم وتضييع الفُرَص. 

ويُذَكِّرنا الكتاب المقدَّس فيقول: "لا تَسْتَعْجِلْ فَمَكَ ولا يُسْرِعْ قَلبُكَ إلى نُطْقِ كلامٍ. لا تَدَعْ فَمَكَ يجعلُ جَسَدَكَ يُخْطىءُ."

٤- التسرع في العَصَبيَّة

العصبية آفةٌ يعاني منها الكثيرون... وتترك آثاراً سيِّئة على العلاقات العائلية والإجتماعية والمهنية. 

ويعلمنا الكتاب المقدَّس أن نُبطىء في الغَضَب، ويخبرنا أيضاً أنَّ الله تعالى هو نفسه بطيء الغضب فيقول:

"الربُّ بَطيءُ الغَضَبِ وعظيمُ القُدْرَةِ..."، "إرْجَعوا إلى الربِّ إلهِكُمْ لأَنَّهُ رؤوفٌ رحيمٌ، بَطيءُ الغَضَبِ وَكَثيرُ الرَحْمَةِ... وكَثيرُ الإحْسانِ والوَفاء..."

"الأغْبياءُ يَرِثونَ الحَماقَةَ، والأَذكياءُ يُتَوَّجونَ بالمَعْرِفَةِ..."

وهكذا... أفهم أذا...

إنَّ التسرُّع وجهٌ من وجوه الجَهْلِ... والحَماقَةِ.

لذا علي أن أدَرِّبَ نفسي كي لا أقع في فخ التسرُّع.

الحكمة, الظلم, الكلام, القرار, الأوقات, الأحكام

  • عدد الزيارات: 7314