Skip to main content

لا أحب الوحدة!!!

لا أحب الوحدة!!!

المجتمع الذي ننتمي إليه يشجعنا على التحرك، الإنتماء للمجموعات، وإستعمال وسائل التواصل الإجتماعي، على نحوٍ متزايد...

أن نصرف بعض الوقت بمفردنا، فهذا أمرٌ يعطينا الفرصة المثالية لإكتشاف حقيقة أنفسنا، وما هو دورنا 

في الحياة... كما أننا نُمنَح الفرصة للحصول على القليل من صفاء الذهن لإختبار حقيقة مشاعرنا وأفكارنا. 

وفي يومنا الحاضر، فإن المجتمع الذي ننتمي إليه يشجعنا على التحرُّك، والإنتماء للمجموعات، وإستعمال وسائل التواصل الإجتماعي، على نحوٍ متزايد– لكي نكون من مُحبي الإختلاط. 

وهؤلاء الذين لا يحبون الوحدة، باستطاعتهم أن يقعوا في هذا الفخ بسهولة تامّة، في محاولة للهروب من أنفسهم. لكن لماذا لا يبدو الإنعزال "مُخيفاً"لبعض الأشخاص؟ 

وعندما يراودنا الشعور بالوحدة، نظن أننا متروكون ومُهمَلون. لذا نحن نسعى باستمرار ونخلق الأعذار من أجل التواجد والتمتع بالشركة مع الآخرين. 

وقد نرى مثالاً ممتازاً على هذا الأمر في حياتنا اليومية، عندما نشاهد كل من حولنا يُمسكون بهواتفهم – يُمَرِّرون ويُمَرِّرون – أو يُرسِلون وينشرون. 

وفي عصرنا الحالي، فإنَّ وسائل التواصل الإجتماعي تعطينا الفرصة كي نشعر بأننا "على اتصالٍ". 

وعندما نشعر بالإنعزال مثلاً، نحاول أن نتظاهرأنَّ حياتنا مثاليَّة تماماً مثل حياة أصدقائنا، 

لذا نلجأ إلى نشر تفاصيل حياتنا وأفكارنا لحظةً بلحظة، عبر وسائل التواصل الإجتماعي. 

لكن ما هي الأسباب المُحتَمَلَة للشعور بالإنعزال؟

لا شك أنَّ أحد وأهم أسباب هذا الشعور، هو الإضطراب والقَلَق الناتج عن عامل الإنفصال. وقد ينشأ هذا الشعور منذ الطفولة ويتطوَّر مع مرور الوقت، حين يحصل الإنفصال بين الوالدين، وقد يكون سببه أيضاً تجربة مؤلمة، أو فقدان أحد المُقَرَّبين. 

وقد يكون عامل "الإختلاف" أي الشعور بأن الشخص مختلف عن الآخرين من الناحية الإجتماعية أو 

الأكاديميَّة أو حتى العِرقيَّة، هو أحد أسباب الشعور بالإنعزال.

لكنَّ "الوحدة" أمرٌ قد يُفرَضُ علينا في بعض الأحيان. 

والحلُّ المثالي "لقضايا الوحدة" هو في مساعدة أنفسنا على تخطّي هذا الشعور، وعدم الخوف من التَمَتٌع بالحياة "كونك وحيداً".  

كذلك فإنَّ التَحَلّي  بالشجاعة الكافية لمواجهة الأمر، هو أمرٌ إيجابي يقود نحو السير على السِّكة الصحيحة. 

إن القبول بالواقع والتَكَيُّف مع هذا الواقع، يجعلنا في سلام مع أنفسنا. 

ولنتذكَّر أننا لن نستطيع أن نُنْشِىء علاقات صحيحة مع الآخرين، إن لم نكن في سلام تام مع أنفسنا!!

الوحدة, الخوف, السلام, الشجاعة, الطفولة, الإختلاف, التواصل الاجتماعي, الإنعزال

  • عدد الزيارات: 3808