خطيتي كبيرة... أما إلهي أكبر
إن الفطرة التي خلقنا الله عليها صالحة، فقد خلقنا الله في أحسن تقويم، فلعلنا إن أدركنا هذا بوعي لا نستهين بأنفسنا،
لأننا صنعة إله قدير، حتى وإن أخطأنا خطأ كبير، فلنعلم أن الله ورحمته أكبر.
بعد سقوط آدم تغييرت طبيعته النقية" فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ " البقرة 36،
فبعد سقوط آدم فسدت طبيعته وصار في حالة إنتظار للإصلاح والهدى. إنتظار لزمن إفتقاده حتى تتم المصالحة والعودة لتلك الطبيعة النقية.
الإنسان مهما سقط في الخطية، يوجد في أعماقه إشتياق إلي الخير، إذ قد خلقه الله على صورته ومثاله. فالشر دخيل على طبيعتنا، لذا نجد دائما هناك صوتًا في داخلنا يحتج علينا. ويلومنا ويؤنبنا، وهذا الصوت هو الذي يُطلَق عليه " النفس اللوامة" القيامة 2، التي تلوم صاحبها على أخطاءه، وتحثه دائما نحو الأفضل.
قد أسقط الشيطان أبوينا قديما، ولازال ينتهج خطة السقوط في حياتنا حتى الآن، فيزين لنا الخطأ، ويبعدنا عن الحق، ولكن علينا أن نعلم جيدا، إن كان الشيطان يغرينا الآن بخطية، فبالمقابل هناك من يدعونا للمصالحة والرجوع إلى الله، هناك هدى "فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" البقرة38، فقد جاءنا هدى نهتدي به ونتبعه، وصوته دائما يتكلم فينا.
فلعلنا نحتاج أن نستمع بل أن ننصت إلى هذا الصوت داخلنا، إلى روح الحق الذي فينا... يدعونا إلى العودة إلى الفطرة النقية.
فلعلنا ندرك هذا كي لا نصاب بقساوة القلب، "إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم" عب 3
فلنعلم زمن إفتقادنا، فلكل طريق نهاية يودي لها، فلنختار الطريق الذي نضمن معه النهاية ونتبع صوت الحق "أنا هو الطريق والحق والحياة" يو13.
مقالات مشابهة
الخطية, الرجاء, الحق, التوبة , الضمير, السقوط, الهدى
- عدد الزيارات: 3154