Skip to main content

الحب الحقيقي

 من مذكرات ممرضة......

     ذات صباح مشحون بالعمل، دخل رجل مسن يناهز الثمانين من عمره لتنظيف جرح بيده، وذكر أنه بعجلة من أمره لأن عنده موعد في الساعة التاسعة، أجلسته على الكرسي، وتحدثت قليلاً معه بينما أنظف له الجرح ، سألته إذا كان مستعجلاً لأن موعده هذا مع طبيب، فأجابني : كلا، لكني أذهب لدار رعاية المسنين لتناول الإفطار مع زوجتي. فسألته:

....

 من مذكرات ممرضة......

     ذات صباح مشحون بالعمل، دخل رجل مسن يناهز الثمانين من عمره لتنظيف جرح بيده، وذكر أنه بعجلة من أمره لأن عنده موعد في الساعة التاسعة، أجلسته على الكرسي، وتحدثت قليلاً معه بينما أنظف له الجرح ، سألته إذا كان مستعجلاً لأن موعده هذا مع طبيب، فأجابني : كلا، لكني أذهب لدار رعاية المسنين لتناول الإفطار مع زوجتي. فسألته: عن سبب دخولها دار الرعاية. فأجابني :إنها هناك منذ فترة،لأنها مصابة بمرض الالزهايمر<ضعف الذاكرة> .وعندما انتهيت من التغيير على جرحه سألته:وهل ستقلق زوجتك إذا تأخرت عن الموعد قليلاً ؟ أجاب: إنها لا  تعرف من أنا ومنذ خمس سنوات لم تعد تستطيع التعرف عليّ . فقلت متعجبة: ولا زلت تذهب لتناول الإفطار معها كل صباح، على الرغم من أنها لا تعرف من أنت؟ ابتسم الرجل وهو يضغط على يدي وقال:

هي لا تعرف من أنا ، ولكني أنا أعرف من هي ......

 

أخفيت دموعي حتى مضى، وقلت لنفسي : هذا هو الحب الذي أبحث عنه في حياتي.

 نستطيع أن نعطي بدون حب...... ولكن من المستحيل أن نحب بدون أن نعطي.....

      

من هذة القصة نعرف معنى الحب ومدى تأثيره الطيب ، وندرك أن الحب حاجة أساسية للفرد والمجتمع  والوطن.

  للإنسان جسد وروح ونفس....

 وكل منها يمكن أن يكون صحيحاً سليماً أومريضاً سقيماً.....

ولكل منها حاجة ضرورية أساسية، تشتاق إليها... ولا تجد راحتها إلا في وجودها ونيلها.

فللجسد حاجاته المتنوعة كالطعام والشراب والنوم والكساء....

وللروح أيضاً حاجاتها إلى الإيمان النقي والعقيدة الصحيحة.....

أما إشباع الحاجات النفسية  فإنه يحتاج جواً مناسباً تنضج فيه الشخصية ويطمئن فيه القلب . فنفس الإنسان  بحاجة إلى الأمان ، الحرية ، والانتماء. .. لحاجة لوجود سلطة ضابطة ،بحاجة الى التقدير والمحبة.... وأركز على المحبة ....

 أما نقص إشباع إحداها فإنه يعكرصفو الانسان ويسبب الاضطراب... اذ ان إشباع حاجة يؤثر في الحاجات الأخرى.  وقد أكد علماء النفس والاجتماع والحياة أن الحاجة الأساسية التي تؤثر بشكل فعال في الحاجات الأخرى هي حاجة الإنسان للحب ، أي حاجته أن يكون محبوباً ومحباً ، لأن عامل الخصب النفسي هو الحب، ومنه تنبع سائر العواطف الأخرى التي تجعل الحياة جميلة وتصبح كشجرة مثمرة مورقة تنشر أريجاً يملأ القلب سعادة.

 

فكيف تكون الحياة لو لم نجد فيها قلباً محباً يحنو علينا، وصدراً حنوناً نحدثه بمتاعبنا وهمومنا واهتماماتنا؟  لصار المجتمع صحراء موحشة ....

 وبالمقابل لو لم أجد شخصاً أتجه إليه بمشاعري ومحبتي واهتمامي وإصغائي ورعايتي له ...اكون لا اعيش حياة متكاملة متزنة بالعطاء والاخذ.... !!!

   

الله الخالق  وضع فينا هذه الحاجات ... فشكراً له على الدوام لانه الكمال وخلق الانسان بحكمته..وهو احبنا اولا..

الحب الحقيقي, الله

  • عدد الزيارات: 3300