الضرب في تربية الأولاد
الضرب في التربية يثير الكثير من الجدل والإختلافات في وجهات النظر. لأجيال خلت وحتى هذه الأيام يشجع بعض الناس على الضرب والبعض الآخر يقف ضده مهما كان الأمر. فما هو الحل؟
الضرب في التربية يثير الكثير من الجدل والإختلافات في وجهات النظر. لأجيال خلت وحتى هذه الأيام يشجع بعض الناس على الضرب والبعض الآخر يقف ضده مهما كان الأمر. فما هو الحل؟
التوبيخ يعطيان حكمة والاولاد الغير مؤدبين هم يخجلون اهلهم.
فالله خالقنا يحث الأهل بواسطة نبيه سليمان الحكيم لكي يؤدبوا أولادهم إذا أرادوا أن ينقذوهم من الهاوية أي جهنم النار وإن أرادوهم أن يكتسبوا الحكمة وأن يكونوا مصدر فخر لأهلهم.
ولكن كيف يكون التأديب ؟
الضرب في التربية
فالله سبحانه وتعالى حثّ الأهل على تربية الأولاد بطريقة صحيحة لكي يصبحوا أفراداً صالحين محبوبين ومحبين لأهلهم ولمجتمعهم وخاصة لإلههم . والله عز وجل يعرف الإنسان جيداً ويعرف ما يلزمه ليصبح فردًا صالحاً فهو خالقه ومبدعه. هو يعرف إحتياجات الأولاد إلى المحبة و الشعور بالأمان والحاجة إلى الإعتبار والمقبولية والمدح و لكن ايضا للتأديب عند الضرورة.
مما لا شك فيه أن ليس كل الأولاد بحاجة للضرب لتصحيح مسارهم، فبعضهم لديهم إحساس مرهف ولا يحتاجون إلا إلى نظرة ثاقبة أو كلمات حازمة لردعهم عن عمل خاطيء أو لحثهم على التعاون. أما البعض الآخر، ذوو الإرادة الصلبة فيجب كسر إرادتهم مع حفظ سلامة نفوسهم وأرواحهم. فإذا رفض الولد ما يطلبه الأهل منه واستخدم العناد وكلمة "لا أريد"، يعتبر هذا عصياناً على سلطة الأهل ويجب التعامل معه بحزم . ما يجب عمله هو إعطاء الولد تحذيراً واحداً وإلا ستجعله يندم على قراره الرافض.
من الافضل اولا اعطاء فرصة للتعاون بالعدّ من1 إلى 3 فإذا ظل الولد على عناده يذهب الوالد أو الوالدة بهدوء. ويحمل الولد ويضعه على كرسي(او مكن مخصص تحت الاشراف) خاصة للتأديب. لا يجب استخدام اليد في الضرب بتاتاً وإلا سيخاف الولد و ينفر منها حتى عندما تُستخدم لاحقاً كوسيلة معانقة. ولا يجب استخدام الحزام الجلدي أو غيره من الأحزمة لأن السيطرة عليه مستحيلة، فقد يؤدي استخدامه إلى أذى كبير كفقدان العين أو التسبب بجروح خطيرة.
أما الضرب ...مع ان الجيل الجديد لا يحبذه بتاتا... فالضرب فهو فقط على القفا أو أعلى الفخذين مع تسبب بألم لا بأس به وإلا لن ينجح التأديب.
على الأهل أن يتذكروا أن التأديب ليس " فشة خلق" لهم، بل أنه تدريب للولد على الطاعة. فإذا شعر الأهل بالإرتياح بعد ضرب أولادهم يكونوا في موقع ممارسة العنف ضدّهم ويجب أن يتعاملوا بجدية مع غضبهم لئلا يفقدوا السيطرة على الوضع ويسببوا أذى ليس فقط جسدي بل نفسي أيضاً.
من البديهي الذِكر أنه حينما يحصل التهديد يجب أن ينفذ، مهما توسل الولد ووعد بالطاعة، يمكن تذكيره حينئذ بأن كان لديه الفرصة لكي يطيع ولم يستغلها ( العد إلى 3).كما يمنع منعاً باتاً ضرب الولد الذي تجاوز العشر سنوات فتأديبهم يختلف عن تأديب الأولاد دون هذا العمر كما سنكتشف في وقت آخر.
ماذا بعد التأديب ؟
إن وقت ما بعد التأديب هو في أهمية التأديب، فبعد إرسال الولد إلى موقع منفرد، كغرفة نومه أو كرسي خاص( ما يعرف Time out chair)
يُترك حوالي 5 إلى 10 دقائق ثم تذهب الأم أو الأب إلى الولد ويقولوا له بأنهم يحبوه جداً ، وأن تصرفه هذا غير مسموح به وأنهم بتأديبهم له يساعدونه على تعلم الطاعة والإحترام. ثم يعانقونه ويؤكدون محبتهم ومسامحتهم له. ويسألونه إذا كان يريد أن يقول شيء. في هذا الحين قد يطلب الولد المسامحة من أهله أو قد يذكره الأهل بأن عليه أن يطلب المسامحة ويعبر عن أسفه بكلمة" آسف".
استخدام التاديب هو ردّ فوري على العصيان، إنها ليست آخر وسيلة نستخدمها لحث الولد على الطاعة ففي كل حين يقاوم الولد سلطة الأهل يجب أن يُستخدم نوع من التأديب و يجب على الأهل أن يلتزموا به وإلا ضاعت جهودهم سدى إذ لا يعلم الولد إذا ما كان سيعاقب أم لا، أو إن كان بإمكانه أن يهرب من التأديب.
التأديب يُشعر الولد بالأمان ويعرّفه حدود تصرفه فيطمئن بأن أهله لن يدعوه يتصرف على هواه مما يسبب أذيته وأذية الآخرين. فالتربية الصحيحة هي توازن بين المحبة والتأديب لكي ينمو الأولاد بطريقة صحيحة. فينبغي لنا كأهل أن لا نخسر أولادنا بسبب التسيب و الرخاوة التي لا ندري الى اية جهة توصلهم.
الاولاد, التربية, الضرب, العصا, لوسي
- عدد الزيارات: 3871