حديث الروح
إنه حديث خاص جدا، يتوقف فيه الشعور بما حولنا، ونعيد حساباتنا مع أنفسنا، إنها لحظة نصف أنفسنا بحقيقتها، نخلع كل الماسكات التى نرتديها ونستبعد كل الأعذار
والمبررات التي كنا نلتمسها لأنفسنا.
جميعنا نحناج إلى تلك الجلسة التى مع النفس،
الجلسة التي تخلو من كل الناس،
الجلسة التي نثق أنه ليس هناك إذن آخرى تستمع إلينا،
فنعترف أمام أنفسنا بحقائق ما كنا لنقولها إلا أمام أنفسنا،
نرى أنفسنا على حقيقتها،
نخلد ندخل إلى أعماق ذاتنا ونغوص في تفاصيلها بكل صدق.
فهو حديث داخلي لا يسمعه غيرنا، ولا يطلع عليه سوانا، ولا يستطيع أي جهاز إلكتروني بشري أن يسجله علينا، والنفس فيه طرف يتقابل مع المثل الأعلى... الطرف الآخر... أي طرف؟!
أي نفس هي التي نجلس معها؟
النفس الإمارة بالسوء التي تبعت شيطانها؟
أم النفس اللوامة التي تذكرنا بضعفاتنا؟
وأي مُشير نأخذ به في تلك اللحظة؟...
الله؟ أم المحتال الكذاب وابو كل كذاب ( الشيطان)
التمييز بين الإثنين هين جدا... واحد يبني يحب يبذل نفسه والآخر يهدم، يدل بالإصبع، يتهم، يقتل كل شيء جميل...
حين نضع يدنا على نقاط الضعف فينا... تحت محبة الله القدير عز وجل...
وقتها فقط نستطيع أن نقول أنها البداية،
من هنا نبدأ، ولكن ما بعد البداية...
هو الخطوة الأهم.
هل نسال الله الطبيب العظيم أن يستلم شؤؤن الإدارة بحياتنا؟
فَنُسَلم له... حياتنا بكل ضعفاتها وكل إحتياجاتها،
نقف أمام مرآة الحق ونسمح لطبيب الأرواح أن يشفينا ويمنحنا نقطة بداية سليمة؟
إن تلك الحظة التى نعترف فيها ضعف النفس من الداخل، ندرك أننا بحاجة إلى من يقيمنا من جديد. عندها فقط يمنحنا القدر روح جديد... نتلذذ به... ونحيا معه في حالة تصالح...
تصالح من النفس... وتصالح مع الله
وقتها فقط سنكتشف أننا عشنا عمرنا كله من أجل تلك اللحظة،
وتكون تلك اللحظة بمثابة ميلاد جديد لنا، "مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد" 1بط1: 22- 25.
رأيهن
الضعف, الصدق, الروح, النفس, الميلاد الثاني, الأرواح
- عدد الزيارات: 2872