لحن وأوتار
لا زالت بالضمان، والضمان غير محدد بمدة، ويشمل كل العيوب حتى الناتجة عن سوء الإستخدام، والإصلاح شامل كل العيوب ومجاني...
وإن لازم الأمر التغيير فسيكون بأفضل من القطع الاصلية.
يحكى أنه منذ زمن بعيد كان لأحد قيثارة ثمينة جداً يعتز بها. أصابها تلف ذات يوم، أثر على أنغامها العذبة فلم تعد تعطى ألحاناً شجية كعادتها، فأعطاها إلى كثير من المتخصصين، لكنهم عجزوا جميعاً، أخيراً، تقدم رجل عجوز، تعهد بإصلاحها. وبالفعل لم يمض وقت طويل حتى أعادها كما كانت من قبل، تعزف الأنغام العذبة والألحان الشجية.
فسأله باندهاش... قل لي، لماذا فشل غيرك بينما نجحت أنت؟ أجابهم مبتسماً السبب بسيط جداً. "أنا هو الرجل الذي قام بصنع هذه القيثارة منذ زمن بعيد "
إذا كان صانع القيثارة أولى الناس بإصلاحها، فخالق البشرية أولى الناس بتقويمها.
جميعنا بنا عيوب وأخطاء، وقد نفشل في إصلاح عيوبنا، وقد لا نجد العون المناسب، لكن الله الذي خلقنا، هو الذي يستطيع أن يعالجنا
"الذي يغفر جميع ذنوبك. الذي يشفي كل أمراضك" مز 3:103
"سَارِعُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ " آل عمران 133،
فما أجملها من جلسة حين نقضي وقت مع الخالق معلنين فيه ضعفنا وإحتياجنا له.
يا لها من بركات سيمائية واستجابات فورية ولمسات إلهيه حين تتنزل علينا الرحمة والسكينة من الطبيب الأعظم.
فلنذهب للخالق الذي يدري خفايا القلوب، ونضع على أعتابه كل مواجعنا
"فَتَوَاضَعُوا تَحْتَ يَدِ اللهِ الْقَوِيَّةِ لِكَيْ يَرْفَعَكُمْ فِي حِينِهِ، مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ" 1بط 7:5،
واثقين أن يداه تشفي وتعيد ما إنهدم فينا.
الله, الخالق, أخطاء, الشفاء, الضمان , قيثارة
- عدد الزيارات: 3041