طوق نجاة
أمواج الحياة تكون أحيانا عنيفة، ومليئة بالدوامات والتيارات الجارفة، لا أجيد السباحة فيها وأشعر أني أغرق، أريد طوق نجاة.
عنيفة... كما البحر الثائر... تيارات وأمواج وتقلبات الحياة، ولو سيطرت علينا ستغرقنا.
ربما جميعنا صادفتنا أمواج عالية، ربما أرهقتنا تيارات الحياة وتلاطم أمواجها، ولكن الحكمة ألا ندعها تسيطر على رؤوسنا فنستسلم لها، وتقودنا حسب الظروف، بل علينا أن نردد على أنفسنا أننا قادرون على إعتلاء البحر وتغيير الظروف، قادرون على أن نتغلب على كل أمواجها طالما لم نسلم الفكر لوساوس الفشل.
الأمر ليس مجرد كلمات نتصالح بها مع ظروفنا الصعبه ولكنها حقيقة.
إن الله أعطانا إمكانية هائلة للتغلب على تلك الأمواج، لقد خاف بطرس من قبل وصرخ "إننا نغرق"، ولكن حين علم أن الله معه، مشى بطرس فوق ذات الأمواج التي كان خائف أن تغرقه.
هل جربتِ مرة أن تكرري على نفسك أنك ستستطعين إجتياز أي ضيقة؟
هل إختبرتِ فرحة إنتصارك على مخاوفك؟
إن للإنتصار على وساوس الفشل لذة تفوق لذة النجاح نفسه.
إن الكلمات الإيجابية حين نرددها على أنفسنا ونقتنع بها، تقوم هي بدورها بنزع بذور اليأس والإستسلام داخلنا، وتحرر أنفسنا وعقولنا، وتدعنا نكتشف أن الذي معنا هو من أمر الطبيعة ذاتها فاستجابت له،
فبكلمة من الله... انتهر الرياح فاستجابت،
وبكلمة... فهو أبكم البحر،
وحتى لو إبتلعتنا الأمواج وبدا الأمر ميؤسا منه... فلا ننسى أن يونان بعدما إبتلعته الأمواج... وإبتلعه الحوت... لم يعني هذا أنه هلك...
فربما كانت الأمواج العنيفة إعلان عن حياة وإنتصارات جديدة لنا.
النجاح, الحياة, اليأس, الفشل, الأمواج, المخاوف, الإنتصار
- عدد الزيارات: 2791