Skip to main content

عِلْمُ السعادة

عِلْمُ السعادة

هل هناك من طريقة لإبعاد عقولنا عن الحلقات والعِقَد السلبيَّة؟ يقول العلماء أنَّ هناك ثلاث طرق لتدريب الدماغ على أن يكون سعيداً.

وباستطاعتكِ تدريب دماغكِ على أن يكون تعيساً، والعكس صحيح أي أن يكون سعيداً. 

وتدريب الدماغ على البحث عن الأخطاء والمشاكل، سوف يقودكِ نحو التشاؤم المتزايد، مما يؤثِّر تأثيراً سلباً على حياتكِ الشخصيَّة. 

ويقول الباحثون أيضاً أنَّ بعض المِهَن لها تأثيرٌ مباشرٌ في "عِلْمِ السعادة" لدى الإنسان؛ لنأخذ مثلاً مهنة "مُدَقِّق الحسابات" أو مهنة "المحاماة"، هذه المهن التي أُجرِيَتْ عليها الدراسات والإحصائيّات وجاءت النتائج على الشكل التالي:

إن "مُدَقِّقوا الحسابات" والذين هم أكثر نجاحاً في حياتهم العمليَّة، يصرفون من ٨-١٤ ساعة خلال اليوم، في النظر إلى أنظمة الأموال والضرائب، يبحثون عن الأخطاء. وهذا يجعلهم ممتازين في عملهم. لكن عندما يعودون إلى بيوتهم في المساء، فإنهم يبحثون أيضاً عن الأخطاء التي حولهم. 

هذا ما أخبرني إياه إثنان على الأقلّ من هؤلاء الناس: "نحن نفتِّش عن أخطاء زوجاتنا". 

أما الإحصاءات التي أُجرِيَتْ على مهنة المحاماة فتقول، إنَّ أصحاب هذه المهن يعانون ثلاث مرات أكثر مما يعانيه الإنسان العادي من الكآبة، وغالباً ما ينهون زواجهم بالطلاق.   

لماذا؟ يجيب المتخصِّصون بعلم النفس: "لأنهم درَّبوا عقولهم على البحث عن السيِّئات في كل الأمور". 

لكن هل هناك من طريقة لإبعاد عقولنا عن الحلقات والعِقَد السلبيَّة؟ إليكم الطريقة:

ثلاثة نِعَم:

النعمة الأولى: تدريب العقل

 عليكِ أن تدرِّبي عقلكِ على البحث عن الأشياء الحسنة في الحياة. وقد أظهرت الدراسات أنَّ مجرَّد سرد ثلاثة أشياء، حَدَثَتْ معكِ خلال اليوم، وجعلتكِ ممتَنَّة لأجلها، قد يُحدِثُ فرقاً كبيراً. 

خصِّصي ١٠ دقائق يومياً إن أمكن، وقبل أن تخلدي إلى النوم... أكتبي أشياء إيجابية حصلَتْ معكِ، ويمكنكِ أن تدوِّنيها على الكومبيوتر مثلاً؛ ألمهم أن يكون لديكِ سِجِلّا ً  ماديّاً تكتبين فيه. وليس بالضرورة أن تكون هذه الأشياء هائلة الأهميَّة؛ لِنَقُلْ مثلاً:

"عند عودته من العمل إلى البيت مساءً، حمل لي زوجي البوظة التي أحبها". أو: "لقد أنجَبَتْ أختي ولداً صبيّاً بصحة جيِّدة". 

واكتبي بجانب هذه "الجملة الإيجابيَّة" جواباً على السؤال التالي: "لماذا حَدَثَ هذا يا تُرى؟" وسيكون الجواب إيجابياً بكلِّ تأكيد. 

النعمة الثانية: المقارنة الإجتماعيَّة

قد يشجِّعكِ بعضهم على مقارنة نفسكِ بالآخرين. وقد أثبتت الدراسات أنَّ هذا مؤلمٌ جداً. لكن الأ خصّائيين يقولون: 

"قارني نفسكِ بمن هم أسوأ منكِ حالاً". بعدها ستجدين أنكِ بحالٍ أفضل منهم. عندها ستَرتسم أمامكِ النِعَم التي تعيشينها. 

النعمة الثالثة: القصَّة الحقيقيَّة

أخبري نفسكِ "القصَّة الحقيقيَّة"، وكوني صادقة في سرد وقائعها. فعندما تكون رؤيتكِ للقصة التي حدثت معكِ غير صحيحة، يحصل الإكتآب. ويقول المعالجون النفسانيّون، أنَّ كتابة القصة تماماً كما حدثت، هي طريقة فعّالةٌ أكثر من العلاج ذاته. وكتابة قصة غير مترابطة، هي غير كافية في الحساب السردي، وهي قصة ضلَّتْ طريقها، ولن تُحدِثَ فرقاً. 

كما أنهم ينصحون الأشخاص التعساء، بأن يكتبوا قصة إيجابية واقعيَّة حدثت معهم في مسيرة حياتهم، بشرط أن يكتبوها بكل تفاصيلها الصحيحة. إنها تعطيهم حرفيّاً "قصة حياة"، يمكنهم أن يعيشوا معها... وتجلب لهم السعادة. وقد نجحت هذه التجربة بالفعل. 

ولكي نلخِّص الموضوع:

عدِّدي البركات والنِعَم التي أجزلها الله عليكِ. 

ولا تقارني نفسكِ إلا بهؤلاء الذين هم أسوأ منكِ حالاً. 

وأخبري نفسكِ القصَّة الحقيقيَّة الإيجابيّة، والتي إنتصرتِ بها على تحديات الحياة. 

لقد عدَّد النبي إرميا المُلَقَّب ب"النبي الباكي" النِعَمَ التي أجزلها الله عليه، وخَلُصَ إلى القول بأنَّ الله مُحسِنٌ، ورحومٌ، وأمينٌ، حتى إنه قال:

"إنَّهُ من إحْساناتِ الرَّبِّ أَنَّنا لَمْ نَفْنَ، لِأَنَّ مَراحِمَهُ لا تَزولُ. هي جَديدَةٌ في كُلِّ صَباحٍ. كَثِيرَةٌ أَمانَتُكَ". مراثي إرميا  ٢٢و ٢٣. 

أليسَ حَرِيٌ بنا أن نشكر الله على بركاته ونِعَمِه علينا، والتي. زادت عن أن تُحْصَى أو تُعٓدَّ؟؟

 

السعادة, دروس الحياة, الله, الحياة, الدماغ, نِعَم

  • عدد الزيارات: 2673