هكذا كبرنا وهكذا تَغَيَّرنا
لقد تَغَيَّرنا وتغيَّرَتْ إهتماماتنا…
ألآن وبعد أن كبرنا لم يعد يعنينا المظهر، أصبحنا نهتم بالجوهر…
للمزيد....
إنتقلنا من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب… هكذا وبسرعة كبرنا…
من المدرسة إلى الجامعة، ومن الجامعة إلى العمل ومن العمل إلى الإرتباط وتربية الأولاد…
كانت أحلامنا كبيرة، وأوقاتنا مكتظّة… كانت الدنيا لا تسعنا، والتعب لا يُرهقنا…
أما الآن فنحن نكبر… لقد تَغَيَّرنا وتغيَّرَتْ إهتماماتنا…
كنّا نبحث عن كميَّة الأصدقاء، أما الآن فنحن نبحث عن نوعيَّة الأصدقاء…
في مرحلة الشباب كنا نُعبِّر عن فرحنا بالضجيج، أما الآن وبعد أن كبرنا أصبحنا نفرح بصمت ونكتفي بالإبتسامة…
كنا ننزعج من خوف أهلنا علينا… أما الآن فقد أصبحنا نخاف على أهلنا…
كنا نُبالغ في شراء الملابس كي لا نكرِّر إرتداءها، أما الآن فإننا نرتدي ملابسنا مرات ومرات من دون أن نشعر بالخجل…
كنا نعتمد على صحتنا، أما الآن فنحن نخاف عليها…
كنا نستشرس في الدفاع عن وجهة نظرنا، أما الآن فنحن نترك الأيام تبرهن صحَّة ما نقول…
كنا نُعبِّر عن مشاعرنا وهواجسنا ، أما الآن وبعد أن كبرنا أصبحنا نكتم هواجسنا ونحتفظ بمشاعرنا…
كنا نسعى للإنتقام ممن يؤذينا، أما الأن فنحن نسلِّم أمرنا لله…
كانت ذاكرتنا وَفِيَّة، والآن هي تخوننا…
كنا نحلم فنُحقِّق، والآن نحلم بأن نحقِّق…
الآن وبعد أن كبرنا لم يعد يعنينا المظهر، أصبحنا نهتم بالجوهر…
نعم كان نهارنا يبدأ قبل أن يبدأ يومنا… ليلُنا موصولٌ بنهارنا، وعقارب الساعة لا تعنينا… كلمة التعب محذوفةٌ من قاموسنا، وكلمة النشاط مطبوعة على جباهنا… الراحة مُستَبعَدَةٌ عن أيدينا، والعمل عنوان سواعدنا…
الآن وبعد أن كبرنا أصبحنا ننشد الراحة… نقدِّم التنازلات، ونرضى بالقليل، نبتعد عن الضجيج، ونُلقي عنّا المسؤولية… أصبحنا لا نبخل بمحبتنا، ونسعى لإرضاء من هم حولنا…
نريد أن نكبر بهدوء…نريد أن نكبر بترتيب… نريد أن نكبر باحترام…
الاولاد, الشباب, الراحة, العمل, الطفولة, التعب, التقدم بالسن
- عدد الزيارات: 2868