الغضب
في كلّ مرّة نسمح لأحدهم أن يحرّك فينا مشاعر الغضب أو يقودنا إليها... نعلّمهم بأن يغضبوا أيضًا...
لماذا أغضب؟!
إنّ مشاعرَ الغضبِ تولدُ في داخلِنا نتيجةَ تفسيرِنا أو ردّةِ فعلِنا في مواقفَ أو ظروفٍ معيّنة... هذه الظّروفُ يمكنُ أن نشبّهَها بزندِ البندقيّة... حين ننقرُه، تنطلقُ الرّصاصةُ من البندقيّة... هذا الزّندُ يمكنُ أن يكون:
موقفٌ نشعرُ فيه بأنّنا مهدّدين... أو معرّضين لهجومٍ من الخارج
موقفٌ نشعرُ فيه بأنّ قوّتَنا فارقَتْنا... أو بأنّنا محبطين وأملُنا خائبٌ
موقفٌ نجدُ أنّنا غيرَ مقيّمين بحسبِ قدراتِنا... أو معاملةٍ غيرِ عادلةٍ من قبلِ الغير
موقفٌ خالٍ من الإحترامِ لمشاعرِنا أو أيّ شيءٍ نملكُه...
مواقفٌ مختلفةٌ مع أشخاصٍ مختلفين... ولكن... ربّما ما يثيرُ غضبي أنا، لا يثيرُ غضبَك أنت... وهذا يعودُ إلى أسلوبِنا الشّخصيّ في تفسيرِ المواقفِ وترجمةِ الأحداثِ والظّروف... هذه الأساليبُ أو المتغيّرات بحسب شخصيّاتِنا، إضافةً إلى ردّة الفعل الّتي تنتجُ عنها تعتمدُ على عناصرَ عديدة في حياتِنا... تعتمدُ على طفولتِنا ونشأتِنا... تعتمدُ على الخبراتِ السّابقةِ الّتي لدينا... كما أنّها أيضًا تتعلّقُ بالمواقفِ الحاليّةِ الّتي نواجهُها...
في طفولتِنا رسائلٌ عديدةٌ... تعلّمناها منذ الصّغرِ... ربّما حين كنّا نغضبُ، كانت ردّاتُ الفعلِ من حولِنا عاديّةً، وأهلُنا تعاملوا معنا على أنّه من حقِّ الطّفلِ أن يتّخذَ موقفًا عدائيًّا... أو ربّما نِلْنا عقابًا قاسيًا في كلِّ مرّةٍ عبّرْنا بأسلوبٍ غاضبٍ... وفي معظمِ الأحيان ينعكسُ قمعُ الغضبِ على المدى الطّويل... ليتحوّلَ غضبًا داخليًّا فينا...
سببٌ آخر للغضبِ يمكنُ أن يكونَ بسببِ بقايا من الماضي... من معاملةٍ سيّئة... أو صدمةٍ ما... أو نتيجةً لتنمّرٍ تعرّضنا له في السّابق... من ناحيةٍ أخرى، يمكنُ للغضبِ أن يكون نتيجةَ ظروفٍ حاليّة نمرّ بها... مثل أن نحملَ على عاتقِنا مسؤوليّاتٍ عديدة، أو أمورٍ كثيرةٍ تستدعي منّا إيجادَ الحلّ... أو ربّما خسارةَ عزيزٍ لنا... كلّها أسبابٌ نفسيّة تنتجُ بانفجارِنا غاضبين...
إليك بعضَ التّقنيّات الّتي تساعدُك على التّحكّمِ بمشاعرِ الغضب...
فكّري قبل أن تتكلّمي... عدّي إلى العشرة...
حاولي أن تعبّري عن نفسِك من خلالِ قولِ ما يثقلُ كاهلَك أو ما تحتاجين...
حاولي ممارسةَ الرّياضةِ البدنيّة لتنفيس طاقةِ الغضب...
خذي وقتًا للإسترخاء... 15 دقيقة في منتصفِ اليوم تكفي لراحة فكرِك وأعصابِك...
جرّبي إيجاد حلولٍ أخرى للوضعِ الرّاهن...
لا تحملي الحقدَ في نفسِك... بل سامحي... وإلّا فسيتفاقمُ الوضعُ في داخلِك...
استخدمي عباراتٍ مضحكة...
مارسي تمارينَ الإسترخاء... وتمارين التّنفّسِ المنتظم...
لا تخجلي من اللّجوء إلى أخصّائيّين لطلبِ المساعدة...
الخوف, الغضب, المسؤولية, ردة الفعل, الإحباط, المسامحة, مشاعر الغضب, طاقة الغضب, خيبة الأمل
- عدد الزيارات: 1416