Skip to main content

إلى المتزوّجين حديثًا...

إلى المتزوّجين حديثًا...

لقد تعلّمنا هذا من فترة الإنهيار الإقتصاديّ... والآن في فترة الحجر المنزليّ بسبب فيروس كورونا... أدركنا أنّه من المحتمل أن نخسر مدخولنا في أيّة لحظة...

كثيرون يدخلون القفص الذّهبيّ بخبرات متفاوتة ومختلفة في ما يختصّ بالمصاريف... الإدّخار... تقديم الهبات... إضافة إلى كلّ ما يتعلّق بالإنفاق والشّراء...

كثيرًا ما تؤدّي المنازعات الماليّة إلى مشكلة كبيرة بين الزّوج والزّوجة... خاصّة عندما يكون أحدهما مقتنع بأنّ الآخر يسرف كثيرًا... لكنّها مشكلة على الطّرفين مواجهتها والتّغلّب عليها معًا... عندما يتّفقان على بعض الأسس والمبادىء في توحيد أفكارهما...

في الدّرجة الأولى، اتّفقا على أنّكما فريقًا... معًا... في الأمور الّتي تتعلّق بتدبير الأمور الماليّة... وبما أنّكما فريق واحد... يسهّل هذا الأمر على ابتكار حلول فعّالة للمنازعات حول المصروف... ماذا تريدان "معًا" أن تفعلا بخصوص مدخولكما؟! معظم الأزواج يودّون بعض "الحرّيّة" إضافة إلى تأمين الأمان الماليّ... يتفاوت هذا الأمر من ثنائيّ إلى آخر... لكنّه أمر أساسيّ تتّفق عليه الأكثريّة... وصحّة علاقتكما هي أكثر أهميّة بكثير من تفاصيل الأرقام...

عندما يشعر أحد الطّرفين بأنّ الآخر يسرف... أو يضنّ بالإسراف، عليه أن يحاول فهم النّيّة الخفيّة وراء هذا التّصرّف...

أسباب الإسراف كثيرة... قد يكون الشّخص آتٍ من طفولة فقيرة محرومة... أو طفولة مدلّلة... قد يكون السّبب هو الشّعور بالإحباط... أوالقلق... أو نزعة فوريّة لشراء الأشياء...

أمّا بالنّسبة للضّنّ بالمصروف أو ما نعرفه أيضًا بالبخل، فهذا أيضًا ينبع من شعور الحاجة إلى الأمان...

أمّا حين ندرك بأنّ الأمان لا يأتي من الأشياء أو من امتلاكها.. فهذا أمر هامّ يساعد على حلّ النّزاعات... لأنّ الأمان الوحيد في الحياة مصدره من الثّقة بالله ومحبّته لنا... من اعتنائه بنا وبتأمين حاجاتنا... لا من مطاردتنا لشراء الأشياء وتكديسها...

في الدّرجة الثّانية... يأتي وضع خطّة ميزانيّة بإطار زمنيّ منطقي للمصاريف الإضافيّة... عندما نحترم هذا التّنظيم في الإدارة الماليةّ، لا تعود مصدرًا للمشاكل والخلافات... وهذه الخلافات عادة ما تحصل في الزّيجات الحديثة...

من المهمّ أن تكون أرقام الميزانيّة أقلّ من المدخول... والثّنائيّ المتزوّج حديثًا يحتاج إلى أن يتدرّب على كيفيّة العيش بقدر أقلّ ممّا ينتج... فالإنتقال إلى منزل جديد... أمر يختلف كلّيًّا عن السّكن مع العائلة في منزل وبيئة مكتملة من أثاث المنزل وكلّ ما يتعلّق به... على الثّنائيّ أن يتخّذ الخطوات بانتباه، خطوة تلو الأخرى حتّى يصلان إلى مرحلة فيها يمتلكان كلّ ما يريحهما في المنزل...

لمواجهة الحالات الطّارئة أو وصول مصاريف فجائيّة... على الزّوجان أن يتأكّدا من وجود مدّخرات تكفي لستّة أشهر على الأقلّ... لقد تعلّمنا هذا من فترة الإنهيار الإقتصاديّ... والآن في فترة الحجر المنزليّ بسبب فيروس كورونا... أدركنا أنّه من المحتمل أن نخسر مدخولنا في أيّة لحظة...

الميزانيّة تمهّد لخطّة صرف... الميزانيّة تحفّز الإدّخار... الميزانيّة تقلّل من القلق بخصوص الإدارة الماليّة...

الميزانيّة تؤمّن الحلول لمشاكل غير متوقّعة... ومصاريف الحالات الطّارئة قد تكون مخيفة، خاصّة للمتزوّجين حديثًا... وادّخار قسم من المدخول يضمن عدم القلق لهذه الحالات...

الميزانيّة تحفّز تقديم المساعدات للآخرين... وتخفّف إلى حدّ كبير من الوقوع تحت وطأة الدَّيْن...

الميزانيّة لا تقيّد بل تمنح الشّعور بالرّاحة وتحرّر من القلق...

لوضع ميزانيّة، يمكنك أن تصنّفي الأمور بحسب الأولويّات... تناقشي مع زوجك بخصوص الأولويّات... واطلبي من الله أن يرشدك في هذه العمليّة لأنّها مسار طويل على درب التّناغم والإتّفاق الماليّ...

المال, الأمان, الإدخار, البخل, المدخول, الزواج الحديث, المنازعات العائلية, الميزانية, الإسراف, القلق المالي

  • عدد الزيارات: 1920