كرسيّ السّيّارة

يلجأ الأهل في صراعهم مع الحياة ومتطلّباتها للحلول السّريعة أو السّهلة، ومنها حمل الطّفل وهو نائم في كرسيّ السّيّارة...

لا تفعلي هذا... بقاء الطّفل في وضعية الجلوس لمدة تزيد عن ساعتين أمر خطر...

لم أنسَ هوسي بقراءة محتويات الإنترنت في ما يتعلّق بالحمل... والولادة... والإعتناء بالأطفال عندما علمت بأنّني حامل... فلقد لازمت قراءة المقالات والكتب التي ستساعدني عند قدوم مولودي الجديد.

ولكن ما أثار صدمتي هو قراءتي لموضوع كنت أراه بكثرة بين صديقاتي والأمّهات الجدد بالعائلة... بالحقيقة كنت أراه كثيرًا من حولي معتقدة بأنّه أمرٌ طبيعيّ... ألا و هو إبقاء الطّفل نائمًا في كرسيّ السّيّارة!

قد يجد العديد من الأشخاص أنّ هذا الأمر طبيعيّ... وقد تكونين كأمّ قد فعلتها مرّات عديدة... لكن ما تجهله الأمّهات هو الخطورة الكبيرة النّاجمة عن ذلك... وهو اختناق الطّفل وموته في أحيانٍ كثيرة "لا قدّر الله"...

دراسة أُجْرِيَت لمجلّة طبّ الأطفال لعام 2015 لوفيّات الأطفال الفجائيّة، رصدت 47 حالة لوفاة الأطفال بالأجهزة الخاصّة بهم سواء لجلوسهم أو لحملهم، وكان ثلثا الوفيّات لأطفال تُرِكوا نائمين بمقاعد السّيّارات.

في صراع الأهل مع الحياة ومتطلّبات العائلة يلجأوون دائمًا للحلول السّريعة أو السّهلة، ومنها حمل الطّفل وهو نائم في كرسيّ السّيّارة إلى محلّات البقالة أو المطاعم أو لتلبية احتياج معيّن... لكن بقاء الطّفل في وضعية الجلوس لمدة تزيد عن ساعتين أمر خطر... فهو إن لم يتسبّب بتقليل الأوكسجين الواصل إلى رئتي الطّفل واختناقة، فإنّه سيسبّب مشاكل جمّة لعاموده الفقريّ... فالطّفل يجب أن ينام بشكل مستقيم على ظهره لكي لا ينتج عن وضعيّة الجلوس تقوّس أو مشاكل بعاموده الفقري، وخاصةً في الأشهر الأولى من عمره.

أمور عديدة تتعلّق بحياة أطفالنا لا نعيرها اهتمامًا كافيًا... فأيضًا يحذّر الأطبّاء دائمًا من وجود ألعاب أو وسائد في سرير الطّفل... ومع هذا نرى أنّ الأهل يتسابقون لتصميم أجمل غرفة أطفال ويملؤنها بالألعاب والوسائد... لكن يجب على الأهل الإمتناع عن وضع أيّ نوع ألعاب أو وسائد في سرير الطفل خشية أن يختنق بها أو بسبب وجودها أو أن تسبّب له الحساسيّة إن في الجهاز التّنفّسي أو في الجلد...

حياة أطفالنا هي أمانة في أعناقنا... فلنعطِ لهذه الأمور أهمّيّة حتّى وإن كانت صغيرة، فنحن لا نعلم تأثيرها على حياة أطفالنا... ولنتثقف ونقرأ بكثرة قبل أن يولد أطفالنا... ولنبتعد عن الكماليّات الغير أساسيّة التي قد تعرّض حياة أطفالنا للخطر.