نصيحة أمّ إلى طفلها
رَبِّ الْوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتَى شَاخَ أَيْضًا لاَ يَحِيدُ عَنْهُ. أمثال 22: 6
كأمّهات... نواجه بعض المواقف مع أولادنا حيث نقف بحيرة أمام أجوبة متباينة... مختلفة... نحتار ما نقول... وأحيانًا نخاف من إعطاء نصيحة قد تؤدّي في ما بعد إلى نتيجة سلبيّة في تصرّفات أولادنا... أكثر المواقف الّتي تحمل التّحدّي في أن نلعب دورًا صحيحًا في تقديمنا النّصائح المناسبة هي في الأمور الّتي يتعرّض لها أولادنا في المدرسة...
بالطّبع كلّنا نعلّم أطفالنا في التّربية المنزليّة على محبّة الإخوة لبعضهم البعض... ندرّبهم على المسامحة... وتقديم المساعدة لبعضهم البعض... نزرع في أنفسهم تصرّفات اللّطف والمودّة... ولكن... حين تأتي أيّام المدرسة حيث يتخاصم أولادنا مع زملائهم... تنهش الغيرة على أولادنا في قلوبنا... فلا واحدة منّا تتقبّل بأن يخسر ابنها أو ابنتها معركة تجري خارج إطار العائلة، أو خارج حدود المنزل...
كم من مرّة قلت لابني: من يضربك في المدرسة، اضربه!؟ أو، من أساء إليك، لا تتكلّم معه أبدًا؟! أو، بلّغ عن الطّفل الّذي يزعجك إلى المعلّمة أو إلى المسؤول في المدرسة؟! شئنا أم أبينا، في مرحلة ما من الحياة، كلّ منّا أعطت هذه النّصيحة لأحد أبنائها قبل الذّهاب إلى المدرسة... وأيضًا، بعض الآباء يقدّمون هذه النّصيحة إلى أولادهم، حتّى بينما هم يلعبون مع أترابهم... وفي هذا نظنّ بأنّنا ندعم أطفالنا ونساعدهم على بناء شخصيّة قويّة وصلبة... ولكن... ماذا لو؟!
ماذا لو اتّبعنا سبيلًا آخر... بدل حمل الطّفل على تخزين الغضب المسبق كي يؤذي كلّ من يؤذيه، حمّلناه محبّة وتفاهمًا ووئامًا؟! إليك مثلًا...
قبل أن يخرج طفلك من المنزل ليواجه حياة المدرسة بعيدًا عن حماية المنزل والعائلة... زوّديه بضعف قدر طعامه... قولي له، شارك زميلك المفضّل لديك في الصّف... في هذا، تعزّزين لديه حبّ المشاركة والمحبّة والإحسان... وفي نفس الوقت، تمكّنينه من تمضية وقت ممتع في ملعب المدرسة مع من يحبّ، بل أن يمضي وقته منتظرًا من يسيء إليه ليردّ بالمثل...
بدل أن يحمل قلمًا واحدًا أوممحاة واحدة، أضيفي قلمًا آخر وقولي له: إن احتاج رفيق لك قلمًا، فيمكنك أن تعيره قلمك الآخر... وهذا ما ينمّي لدى الطّفل الشّعور بالمسؤوليّة والمبادرة إلى المساعدة...
ولكن، أهمّ ما في الأمر هو وقت عودة الطّفل إلى المنزل... اسأليه، يوميًّا... ما هو أجمل شيء قمت بفعله اليوم؟! وهكذا... ومن دون عناء شديد، تعلّمينه تمييز الأعمال الجيّدة عن الأعمال السّيّئة... وأقول لك، في اليوم الّذي تنسين أن تسأليه عمّا فعل، سيخبرك هو من تلقاء نفسه...
في أعمال صغيرة نقوم بها، نغذّي عادة التّفاهم والتّواصل السّليم بين أولادنا ورفاقهم وزملائهم... وتذكّري أنّ التّربية الحسنة هي فنّ بسيط... لا معاناة وصراع بين الأمّ وأطفالها...
المحبة, اللطف, المساعدة, الإحسان, التّربية الحسنة, التربية المنزلية, التواصل السليم, حب المشاركة, أولادنا في المدرسة, التمييز بين الجيد والسيء, الشعور بالمسؤولية, فن التربية, الشخصية القوية, رد الإساءة بالمثل, المبادرة
- عدد الزيارات: 1615