لماذا يكذب الأطفال؟
فالكذب في الدّرجة الأولى هو سلوك متعلّم، ولكنه قابل للتّغيير عن طريق الإنتباه لما نقول أو نفعل... لأنّ أطفالنا كلّما تكيّفوا مع سماع الأكاذيب، زاد اعتقادهم أنّها جزء طبيعيّ من السّلوك، والعكس صحيح...
نتّفق كلّنا على أنّ الكذب هو سلوك غير سويٍّ... تنتج عنه المشكلات الإجتماعيّة... معظم الأطفال يبدأون الكذب من عمر السّنتين إلى عمر 12 سنة... بعض الأهل يرون أنّ كذب الطّفل هو أمر بسيط، البعض الآخر لا يراه بهذه البساطة... لكنّ خبراء علم النّفس يؤكّدون ضرره البالغ، وخصوصًا حين يكبر الطّفل...
تجربة الكذب هي مرحلة طبيعيّة جدًّا في فترة الطّفولة... ويمكننا أن نصنّفه في طرق مختلفة... منها: "الكذب الصّحيّ" وهو ينمّ عن مخيّلة واسعة... بعض الأكاذيب هي"الأكاذيب البيضاء" التي قد تقال للإستفادة من أمر ما، أو لتجنّب إيذاء مشاعر أحد... ومعظم الأكاذيب التي يرويها الصّغار والكبار هي للحصول على مبتغاهم أو لتجنّب المتاعب والعقاب...
وهناك أيضًا جوانب أخرى للكذب، فمنهم الذي يكذب ليثير الإعجاب، أو ليوهم الآخرين بأنّه فعل شيئًا مميّزًا وهو لم يفعله... وهناك الأطفال الّذين يعانون من القلق والإكتئاب، فيكذبون لإخفاء الحقيقة، كي لا يقلقوا أحدًا عليهم، ولكي لا يسلّطوا الضّوء عليهم... أمّا الكذب الشّائع فهو أنّ الأطفال اكتشفوا فكرة الكذب، وأرادوا تجربتها ليروا نتائجها...
قد يكذب الأطفال أيضًا و بشكل كبير في حال عدم شعورهم بالأمان... فانعدام الأمان، سواء من الأهل أو المجتمع، يولّد ردّة فعل من الطّفل بعدم قول الحقيقة خوفًا من تعرّضه للضّرب أو الإهانة... وهذا بدوره يؤدّي إلى زعزعة شخصيّة الطّفل وخروجها عن المسار الذي يجب أن تسلكة ليولّد شخصيّة إمّا كاذبة، أو عدائيّة او خجولة ومنطوية...
إذا فكّرنا في ما يقوم به الأهل من أمور خلال تعاملهم مع أطفالهم، نرى أنّهم دون إدراك منهم يساهمون في تنمية الكذب لدى الطّفل: مثلًا، حينما يسكب طفلك الماء على الأرض، تصرخين في وجهه وتقولين "من سكب الماء؟" علمًا بأنّك رأيته... وهكذا في المرّة التّالية حين يقوم الطّفل بخطأ ما، سيكذب أو يختلق حجّة غير صحيحة، خوفًا من ردّة فعلك... لذا بدلًا من قول "من سكب الماء" اسأليه "لماذا سكبت الماء...
ولا ننسى أيضًا، أنّنا كأهل نكذب "الكذبة البيضاء" دائمًا، وأمام أطفالنا، من غير انتباه لعواقبها... كيف؟! عندما يرنّ الهاتف وتطلبين من ابنك مثلًا أن يقول بأنّك لست في المنزل! أليس هذا كذبًا؟!
من المهمّ جدًّا أن ننتبه لسلوكنا أمام أطفالنا... فالكذب في الدّرجة الأولى هو سلوك متعلّم، ولكنه قابل للتّغيير عن طريق الإنتباه لما نقول أو نفعل... لأنّ أطفالنا كلّما تكيّفوا مع سماع الأكاذيب، زاد اعتقادهم أنّها جزء طبيعيّ من السّلوك، والعكس صحيح... لذا، تربية أطفال صادقين، لا يكذبون ولا يفكّروا في اختلاق الأعذار الواهية هو أمر يبدأ معك أوّلًا... فأنت مثالهم الأعلى في صغرهم... وقدوتهم في كلّ مراحل حياتهم...
في جميع الحالات ، عندما تتحدّثين إلى أطفالك عن الكذب، عليك أن تعبّري عن استيائك من هذه الآفة... كوني صريحة بأنّ الكذب خطأ، واشرحي السّبب، وأوضحي أنّ الكذب سبب لخسارة ثقة الآخرين... ذكّريه دائمًا بأنّك ستكونين سعيدة جدًّا إن أخبرك بالحقيقة كيفما كانت...
الكذب, الصدق, الحقيقة, القدوة, تربية الأطفال, تربية الأم, المثال الأعلى, الكذبة البيضاء, كذب الأطفال, آفة الكذب, خسارة الثقة, شخصية الطفل
- عدد الزيارات: 1815