Skip to main content

رسالة إلى زوجي

رسالة إلى زوجي

عند المساء، عاد زوجها من العمل... وحين أراد قضاء الوقت معها قبل الذّهاب إلى النّوم، اعتذرت قائلة بأنّها متعبة ومنهكة... وكان ردّه قاسيًا...

قال: ماذا حدث لك؟!

اعتدت أن تكوني مرحة ومثيرة... وأنت ألآن ترقدين هنا فقط... أنت لست الإنسانة الّتي تزوّجتها... سأذهب لأنام على الأريكة في غرفة الجلوس...

بدموع حارقة... تناولت قلمًا وورقة... وكتبت له رسالة... وفي الصّباح استيقظ ليرى ظرفًا بجانبه، كُتِب عليه "اقرأني"... فتحه.. وهذا ما قرأه:

إلى حبّ حياتي...

آسفة، فأنا لست المرأة الّتي تزوّجتها منذ أعوام... آسفة لأنّني لست المُغامِرة... المرحة... المحبوبة... والفاتنة الّتي قابلتها... وبقدر ما أودّ أن أكون هذه المرأة بالنّسبة إليك، فإنّ طاقتي تستنزف على أطفالنا الّذين يشبهونك تمامًا...

اعتدت سابقًا على أن أعيش اللّحظة...

أمّا الآن، فأنا دائمًا أفكّر بشأن الغد... هل ملابسهم نظيفة؟! هل انتبهوا إلى واجباتهم ودراستهم جيّدًا؟! ماذا عليّ ان أحضّر ليتناولوا الغذاء؟!

اعتدت سابقًا أن أكون خالية الهمّ...

أمّا الآن فأنا قلقة باستمرار... قلقة بشأن صحّتك... بشأن صحّة أطفالنا... قلقة بسبب وضعنا الماليّ... ومستقبلنا...

أنت على حقّ... أنا لست العزباء... الخالية من الهمّ... المغامرة... الّتي قابلتها من قبل...

أنا الآن... الأمّ... أنا المُدَرِّسة... النّاصحة والمرشدة... الطّبّاخة... الممرّضة... المتسوّقة الخاصّة لأفراد العائلة... وربّة المنزل...

ولأكن صادقة... لن أغيّر أيّ من هذا أبدًا... ولا أريد حياة أخرى غير هذه الحياة الّتي صنعناها أنا وإيّاك معًا... أحبّك...

زوجتك المحبّة

في بعض الأحيان، في علاقاتنا، نشعر بأنّ الأشخاص يتغيّرون... ونشعر بالضّيق لأنّ الشّخص أمامنا لم يعد كما كان بالشّكل الّذي اعتدنا عليه... غالبًا ما نرى هذا التّغيير أمرًا سلبيًّا... لكنّ الواقع هو أنّ الحبّ بحدّ ذاته هو التّغيير... يدور حول تقلّبات الحياة... بينما ينمو ويتطوّر...

عندما نتقابل لأوّل مرّة، تكون الأمور جيّدة... تكون  كلّ لحظة بيننا فريدة... لكنّ مع مرور الوقت، تتحوّل الأشياء من الرّغبة إلى الثّقة... والتّفكير كعائلة يصبح أكثر أهمّيّة من التّفكير كفرد...

بينما تكون الأوقات سابقًا أقلّ عملًا وأكثر مرحًا... تتحوّل لتصبح أكثر عملًا... ولا يعود يوجد وقت كاف للمرح...

قبلًا نعيش اللّحظة دون هموم... بينما الآن لا تمرّ لحظة فراغ واحدة...

ولكن لا بأس... لأنّ أدوارنا ومسؤوليّاتنا واهتماماتنا تتغيّر، والشّخص الصّحيح سيتغيّر معنا...

أقبلي واعتبري هذا التّغيير هو فرصة جديدة لتحبّي النّسخة الجديدة منك... وتذكّري دائمًا... الحبّ ليس أن تحبّي ألف شخص مختلف، إنّما الحب هو أن تحبّي ألف نسخة مختلفة لنفس الشّخص...

السعادة, الحب, الفرح, الأولاد, العائلة, المسؤوليات, المرح, التغيير, حياة العزوبية

  • عدد الزيارات: 2107