الموارد الماليّة والعلاقات
واهمون وخائبو الأمل، أولئك الذين يقضون فترة الحياة يحصدون ويكدّسون المزيد من الثروة أكثر مما يحتاجون... ليكتشفوا بعد فوات الأوان، أنّ كلّ المال الذي في العالم، لن يشتري حبّة من السّعادة. مارك توين
تشكّل الموارد الماليّة والحسابات أمرًا أساسيًّا في العلاقات الزّوجيّة... أيضًا قد تكون سببًا أساسيًّا في تدمير العلاقات بين الأشخاص... القليل من الموارد الماليّة... والكثير منها أيضًا... والطّموح إلى امتلاك الثّروات... كلّها تؤدّي إلى مشاكل جدّيّة وكبيرة...
إذا استطعت أن تصنّفي مواردك الماليّة وتمكّنت من التّعامل بها جيّدًا، تقدرين بالتّالي في أن تحافظي على علاقاتك، وتكون حياتك أفضل...
يقود النّجاح الباهر أحيانًا إلى تدمير العلاقات... والسّبب هو في التّركيز المستمرّ على أمر واحد... وهنا، فإنّ الأشخاص من حولك، إضافة إلى أمور الحياة الأخرى تبدأ بالمعاناة...
بالطّبع حين تصبّين اهتمامك وتركيزك في العمل، من دون أن تلاحظي أهمّيّة علاقتك مع زوجك أو شريكك، أو من دون أن تنتبهي لأهمّيّة علاقتك بأطفالك إن في قضاء الوقت معهم أو أيّ أمر آخر... فالجميع سيعاني من هذه الحال... ومن الصّعب جدًّا أن تتمتّعي بعلاقة جيّدة معهم إن لم تعيري تلك العلاقة الإهتمام الكافي بإعطائها الحقّ الّذي تستحقّه...
لا أقول بأنّ الصّراع لأجل الأفضل في العمل ليس بالأمر الهامّ... إنّما على العكس... في عملك عليك أن تبذلي قصارى جهدك لإنجازه على أكمل وجه... ولكن، أتكلّم عن التّوازن في أمور الحياة... فما الهدف من تحقيق النّجاح إن لم يكن لديك من تتمتّعين معه في نتائج هذا النّجاح؟!
ربّما تفكّرين أنت الآن كم أنّ النّجاح الباهر لدى الأشخاص يجعل الآخرين يتقرّبون منه لأجل غايات أو مصالح... يستغلّون نجاح الآخرين لأغراضهم الشّخصيّة... وربّما أيضًا تفتكرين بما نراه كلّ يوم في حياتنا.. فأكثر الرّجال النّاجحين الأثرياء يخوضون علاقات متعدّدة... وأكثر النّساء النّاجحات يصلن إلى مرحلة الطّلاق من أزواجهنّ... هل طرحت يومًا سؤالًا عن هذه الحال؟! لأنّها بالتّأكيد ظاهرة اجتماعيّة متفشّية أينما كان!
لماذا؟!
السّبب بسيط... فحين يواجه الزّوجان مصاعب أو مشاكل، فإنّهما بدل التّعامل معًا على حلّها، يفضّلان نكرانها... ويبحثان عن السّلوى والبهجة والعزاء في مكان آخر... ربّما في علاقة جديدة... وبصراحة أقول، إنّ الأزواج النّاجحون هم فريسة لبعض النّساء السّاعيات وراء الرّفعة والمستويات الإجتماعيّة... أو ببساطة لأنّ النّجاح أمر جذّاب وملفت للإنتباه...
أمّا بالنّسبة إلى نجاح المرأة، ففي هذا تكمن مشكلة مجتمعاتنا الشّرقيّة... حيث يصبّ المجتمع تركيزه على نظرة دونيّة لأزواج النّساء النّاجحات... فيشعر الزّوج بأنّ لا حول له ولا قوّة ولا مركز مقارنة بامتياز زوجته، بدل الشّعور بالفخر بها... إسقاطات اجتماعيّة منذ الجدود إلى يومنا هذا...
رسالتي من هذا الموضوع، ألى الرّجل والمرأة معًا... أن ننتبه للتّوازن... في كلّ أمور الحياة... فالتّوازن هو سفينة النّجاة لعائلاتنا من أيّ خلل أو دمار... لقد أصبح عالمنا مثالًا سيّئًا للمجتمع، يبدأ من وحدة أو نواة أساسيّة، هي عائلاتنا... بيوتنا...
كي نجنّب عائلاتنا من أن تتفرّق وتتدمّر، علينا أن نتذكّر بأنّ المال لا يجلب السّعادة ولا يضمنها...
لنضع المال في مكانته المناسبة، فقط يسهّل أمور الحياة...
السعادة, النجاح, الطلاق, المال, التوازن, المرأة الناجحة, العلاقات, المستوى الإجتماعي, مواجهة المشاكل, دمار العائلات, الموارد المالية, نجاح الزواج, نواة المجتمع
- عدد الزيارات: 1775