ملك غبيّ، وزوجة ذكيّة
كثيرات هم النّساء الّلواتي يعانين من غباء أزواجهنّ... أيمكنك أن تتخيّلي معي كيف كان العالم لو أنّ الرّجل يتخلّى عن أنانيّته ويدع المحبّة تملأ قلبه وحياته!
كثيرات هم النّساء الّلواتي يعانين من غباء أزواجهنّ... حتّى وإن كان الشّخص شديد التّديّن... قد يرتكب أغبى الأخطاء والهفوات... وفي أكثر الأحيان هذه الأخطاء الغبيّة تؤثّر على جميع أفراد العائلة... وقد تتدّعى نتائجها العائلة لتصل إلى المجتمع من حوله... أو حتّى إلى البلد ككلّ...!
قصة نابال تعجبني جدا...تكلّم العهد القديم عن ملك كان يدعى نابال...(.1صم)
كان نابال مثالًا للغباء! كادت غباوته تتسبّب في قتل شعبه... لولا ذكاء زوجته!
القصّة بسيطة! تقول الحادثة ...حين كان الملك داوود هاربًا من وجه أعدائه، جاء إلى الملك نابال طالبًا منه الطّعام والماء له ولجنوده... فرفض نابال تقديم المساعدة!
كان نابال يمتلك العديد من الأغنام والخرفان... لكنّه كان أنانيًّا... لم يكترث للإهتمام بأحد سوى نفسه... وكان قاسيًا وشرّيرًا بتعامله مع الآخرين...
زوجة نابال الّتي كانت تدعى أبيجايل، يصفها الكتاب المقدّس بأنّها كانت امرأة حكيمة... إلّا أنّ نابال لم يستفد من ذكاء زوجته وحكمتها أبدًا، بل إنّه أهملها كلّيًّا، ولم يستمع إليها قطّ... كانت أبيجايل على مستوى عال من التّقوى والإيمان... وبحكمتها أوقفت داوود من ارتكاب غلطة غبيّة، وهي شنّ الهجوم من قبل داوود المحارب على نابال بسبب رفضه المساعدة!
((118 فَبَادَرَتْ أَبِيجَايِلُ وَأَخَذَتْ مِئَتَيْ رَغِيفِ خُبْزٍ، وَزِقَّيْ خَمْرٍ، وَخَمْسَةَ خِرْفَانٍ مُهَيَّأَةً، وَخَمْسَ كَيْلاَتٍ مِنَ الْفَرِيكِ، وَمِئَتَيْ عُنْقُودٍ مِنَ الزَّبِيبِ، وَمِئَتَيْ قُرْصٍ مِنَ التِّينِ، وَوَضَعَتْهَا عَلَى الْحَمِيرِ. وَقَالَتْ لِغِلْمَانِهَا: «اعْبُرُوا قُدَّامِي. هأَنَذَا جَائِيَةٌ وَرَاءَكُمْ»)) وذهبت لمقابلة المحاربين.....قالت له: لاَ يَضَعَنَّ سَيِّدِي قَلْبَهُ عَلَى الرَّجُلِ اللَّئِيمِ هذَا، عَلَى نَابَالَ، لأَنَّ كَاسْمِهِ هكَذَا هُوَ. نَابَالُ اسْمُهُ وَالْحَمَاقَةُ عِنْدَهُ... 1 صم 25 : 25...
لم ينضج نابال قطّ...!
لم يكبر روحيًّا...!
رفض أن يتغيّر...!
حتّى إنّه كان سكرانًا حين كان شعبه على وشك الموت...!
رفض الإستماع إلى نصيحة زوجته الحكيمة...
إنّما داوود... استمع إلى نصيحة أبيجايل... وأخذ بكلامها... (على فكرة هو تزوج بها لاحقا بعد موت زوجها الغبي)
33وَمُبَارَكٌ عَقْلُكِ، وَمُبَارَكَةٌ أَنْتِ، لأَنَّكِ مَنَعْتِنِي الْيَوْمَ مِنْ إِتْيَانِ الدِّمَاءِ وَانْتِقَامِ يَدِي لِنَفْسِي. 34 وَلكِنْ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي مَنَعَنِي عَنْ أَذِيَّتِكِ، إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُبَادِرِي وَتَأْتِي لاسْتِقْبَالِي، لَمَا أُبْقِيَ لِنَابَالَ إِلَى ضَوْءِ الصَّبَاحِ بَائِلٌ بِحَائِطٍ».
كثيرون من الرّجال في أيّامنا هذه مدمنون على الكحول... المخدّرات... الأفلام الإباحيّة... ألعاب المقامرة... يتحوّلون إلى رجال قساة القلب... يغضبون بسرعة... يتصرّفون بعنف ويحتقرون زوجاتهم...
أيمكنك أن تتخيّلي معي كيف كان العالم لو أنّ الرّجل يتخلّى عن أنانيّته ويدع المحبّة تملأ قلبه وحياته!! لو أنّه يعترف عندما يخطىء!! يتوب إلى الله ويسأله أن يلين قلبه؟!
لنصلى الى الله ليحفظ ازواجنا من الغباء والانانية ونكون نحن نساء امينات ساعين للمعرفة التى تقودنا للحكمة وساعين دائما الى السلام.
الحكمة, المحبة, الرجل, الأخطاء, الذكاء, الحماقة , الغباء, قساوة القلب
- عدد الزيارات: 2539