Skip to main content

من عطر شانيل... إلى حليب الأطفال

من عطر شانيل... إلى حليب الأطفال

وحتّى لو وضعْتِ أثمن عطورك.. ستنبعث منك رائحة الحليب.. لا محالة... 

لم أعتقد يومًا أنّ الأمومة بهذه الصّعوبة!!!

أن تكوني أمًّا للمرّة الأولى... ليس بالأمر السّهل أبدًا.... لطالما كنت أنظر للأمّهات اللواتي أهملن شكلهنّ ولباسهنّ بنظرة سخرية.. ظنًّا منّي أنّه بإمكانهنّ الإهتمام بشكلهنّ.. حتّى ولو كنّ أمّهات!!!! لكن... اتّضح لي أنّ ما كنت أظنّه، ليس بالأمر السّهل أبدًا.. خاصّة إن كنت أمًّا مرضعة... يا للهول!!

صدّقيني.... ستحاولين جهدك الإبقاء على ملابسك نظيفة.. خالية من بقايا الحليب.. ستستحمّين يوميًّا.. وأحيانًا قد تصل بك الحال للإستحمام مرّتين أو ثلاثًا في اليوم الواحد.... وقد لا تجدين أحيانًا الوقت للاستحمام أيضًا!! ستحاولين الابقاء على معايير الجمال والأناقة أيضًا... لكنّك ستستمرّين بإرتداء ملابس الرّضاعة في البيت.. أو أيّ شيء لتكوني مرتاحة، وقادرة على الإرضاع لما لا يقلّ عن الشّهر.. إلى أن تستوعبي ما تمرين به.. وحتّى لو وضعْتِ أثمن عطورك.. ستنبعث منك رائحة الحليب.. لا محالة...

لن يكون هنالك وقتًا.. سيحتاج طفلك للرّضاعة كلّ ساعتين... ستحتاجين وقتًا لكي تتعافي من الولادة... ستنامين كلّما نام طفلك... صدّقيني.. ستحتاجين كلّ دقيقة للنّوم... ستبدأين بالتّفكير كثيرًا بالوقت.. وكيف لك، أن تنظّمي حياتك.. وأن تجدي الوقت لنفسك.. وأن تكوني مرتاحة..

أنت أيضًا تحتاجين إلى الرّعاية والحبّ والإهتمام... كطفلك.

عليك في مرحلة ما، أن تتوقّفي عن كونك قادرة على فعل كلّ شيء بنفسك... من الصّعب جدًّا طلب المساعدة خصوصًا عندما تشعرين بأنّك الشّخص الوحيد الذي يمكنه حقًّا تهدئة طفلك أو إطعامه إلخ.. فربّما تقكّرين... لماذا تطلبين من شخص ما القيام بشيء يمكنك القيام به بنفسك وبشكل أفضل؟ وهذا أمرٌ خاطئ... عليك أن تسألي نفسك: "كيف يمكن للآخرين أن يساعدوني؟ "ماذا بإمكاني أن أفوّض لهم؟" 

في ما يلي، قائمة بأشياء بسيطة يمكن لشريكك أو أحد المقرّبين مساعدتك بها للإعتناء بطفلك:

التّغذية: إن كنْتِ تنوين الرّضاعة الطّبيعيّة، فبإمكانك ضخّ الحليب ليتمكّنوا من إطعام طفلك في وقت راحتك... فالرّضاعة ستأخذ منك وقتًا وجهدًا، لذا حاولي أن تخصّصي وقتًا معيّنًا خلال اليوم ليساعدك شريكك في إطعام الطفل.

الإستحمام: وقت الإستحمام هو وقت جميل.. لكنّه يكون أجمل حين يساهم الشّريك فيه، ليقوّي الرّابط بينه وبين طفله.. ويساعده في تحمّل المسؤوليّة، ويعطيه شعورًا بالمساعدة والمنفعة، و يمنحك وقتًا للرّاحة.

وقت النّوم: بإمكان شريكك إعطاء الحليب للطّفل وهزّه قليلاً لينام.. لا تدعي طفلك يعتاد على النّوم في حضنك فقط.. أعطِ المجال لشريكك، فهو لديه القدرة على الوقوف لمدة أطول منك.. وحتّى لو فشل، دعيه... فالممارسة ستجعل الموضوع أسهل وأسلس مع الوقت. دعيه يجد طرقه بنفسه إلّا إذا طلب النّصح أو المساعدة.

عزيزتي... ستحتاجين للمساعدة.. والنّاس ليسوا قارئي أفكار ولا مشاعر ليعرفوا ما تمرّين به... شاركي مشاعرك واحتياجاتك مع الأشخاص المقرّبين منك... واطلبي المساعدة لكي تتفادي التّعرّض لما يسمّى "اكتئاب ما بعد الولادة".

واعلمي دائمًا بأنّك جميلة.. وأنّك تبلين حسنًا.. وما تمرّين به ليس بالأمر السّهل، إنّما يحتاج إلى الوقت كي تتأقلمي وتنظّمي أمورك.... ستكتشفين أنّ رائحة طفلك أجمل من عطر شانيل

الحب, التضحية, الاكتئاب, الاهتمام, المساعدة, الأمومة, الرعاية, الأم المرضعة, تربية الأطفال

  • عدد الزيارات: 2874