أنا؟ المستثمر؟!
إذا لم ننتبه لهذا الأمر مسبقًا... فإنّ علاقتنا الزّوجيّة ستؤول إلى الفشل كما حصل مع الكثيرين...
"زواج"... رحلة لشخصين... يظنّان بأنّهما مثاليّان سويًّا ليكملا درب الحياة معًا حتّى النّهاية... وفجأة يريان بأنّهما كانا على خطأ... كلّ منهما كان يعتبر بأنّ الآخر سيؤمّن له السّعادة... إنّما يتفاجأ مع الوقت بأن الآخر يظنّ نفس الأمر...
تخيّلي بأنّك تبحثين عن مستثمر لأنّك تملكين فكرة رائعة لمشروع مهمّ... فتكتشفين أنّ من كنت تظنّينه المستثمر، هو من لديه المشروع... ويتوقّع منك أنت أن تكوني المستثمرة... فتبدأ المشاكل... كيف يقنع أحدكما الآخر؟!؟!
يا لها من قدرة عظيمة على "القبول"... قدرة وهبنا الله إيّاها.. وإلّا... لم يكن أحد ليتزوّج!!
وحين تقع المشكلة... نخرّ ساجدين... طالبين من الله المساعدة... وحينها تتحوّل علاقتنا مع الله إلى علاقة أقوى من قبل... وإذا لم ننتبه لهذا الأمر مسبقًا، فإنّ علاقتنا الزّوجيّة ستؤول إلى الفشل كما حصل مع الكثيرين...
ولكن، عندما يدرك الزّوجان أنّ علاقة كلّ منهما بالله هي الأهمّ، فإنّهما يأتيان سويًّا ويضعان بين يديه العلاقة كاملة، علاقتهما معًا، بيتهما، أولادهما والعائلة الّتي يبنيانها معًا... وحينها، يباركهما الرّبّ بنعمة حقيقيّة، فيقبلان الشّوائب كلّ في الآخر... ويدًا بيد يبنيان بيتهما في كنف نعمته وعلى صخرة قوّته...
فيكون هذا الزّواج مدرسة تدرّب على التّضحية والخدمة... هل من مكان أفضل من "بيتي" يمكنني أن أتعلّم وأمارس هذه التّضحية؟؟ هل أجرأ – في مكان غير بيتي، وأمام شخص غير شريك حياتي، أن أتعثّر وأسقط ثمّ أقوم من جديد... لأعود وأقع مجدّدًا... لأنهض وأمضي قدمًا...؟؟ من يعرفني حقّ المعرفة أكثر من شريكي في الحياة؟؟ من أولى من شريك الحياة أن يرى حقيقتي المجرّدة ويفهم نفسي وفكري ويقبلني كما أنا؟؟
بالصّلاة والإتّكال على الرّبّ، بوضع كلّ أمور الحياة بين يديه... يمكننا قبول أزواجنا بمحبّة، نقوم بالخدمة والتّضحية من أجلهم ومن أجل ثبات عائلاتنا... بالمقابل... هم أيضًا يبادلوننا الأمور ذاتها...
السعادة, الزواج, الخدمة, التضحية, الثبات, الفشل, الصلاة, العائلة, القبول, شريك الحياة
- عدد الزيارات: 4891