كيف أغيّره!!
نمنح الشّخص الآخر الحبّ الغير مشروط... حينها سنصبح نموذجًا أمامهم... وربّما رحمة وضعت في طريقهم...
نحن لا نغيّر من حولنا، ربّما نحتاج أن نتغيّر عن اعتقادنا بأنّنا نستطيع إرغام أحد على أن يتغيّر، بل علينا أوّلًا أن نقبلهم كما هم، وبقبولنا نلهمهم الإتّجاه الأمثل للتّغيير، وثانيًا بأن نتغيّر أوّلًا عمّا نحن عليه...
إنّ بناء الأسرة القائم على احتماليّة التّغيير لصورة معيّنة في ذهننا أمر ليس مضمون العواقب، فكلّ منّا له شخصيّته وتفكيره ونمط حياته، ومن الصّعب أن نعتقد بإمكانيّة تغيير من أمامنا ليكون نسخة أخرى منّا أو نسخة تناسب ما نودّه أن يكون.
أحيانّا الحبّ يجعلنا نخلط بين أن نتّحد في المشاعر ويكمّل بعضنا بعضًا، وبين أن نتطابق في السّلوك فنكرّر بعضنا بعضًا... وفي الحال الثّانية، هذا وضع ليس صحيحًا، فالحبّ أن نقبلهم كما هم... وندع التّغيير يأتي بالحبّ والعشرة وليس بالضّغط... وعلى كلّ منّا أن يحاول أن يتغيّر بنسبة، حتّى يُخلق كيان جديد بيننا... مكوّن من مزيج بين شخصيّاتنا...
فحين نريد تغيير شخص... علينا أوّلا أن نبدأ بأنفسنا، نغيّر حبّنا المشروط بالتّغيير، ونمنح الشّخص الآخر الحبّ الغير مشروط بأمور أو تصرّفات معيّنة، وحين نستطيع أن نتحدّى رغبتنا في نقله إلى قالب معين وصورة معيّنة رسمناها له بأنفسنا، نستطيع أن نأخذ خطوة خارج أنفسنا... وسنجده يتغيّر دون عناء منّا... فالحبّ كفيل أن يبلّغه ما يعجز اللّسان والكلام عنه.
أحيانًا، حين نجد شخصًا يجلس على كرسيّ التّوجيه أمامنا، فنحن نشعر بنوع من التّمرد عليه، ونضعه تحت المنظار... أتراه هو يطبّق ما قال أم لا؟!... بينما لو شاهدنا أقواله في سلوكه وشخصيّته، سنجد أنفسنا نضعه بإرادتنا على منصّة القدوة... ونتبعه في صمت.
وحينها سنصبح نموذجًا أمامهم... وربّما رحمة وضعت في طريقهم... فقبولنا للخاطىء رغم خطيّته وللآخرين رغم اختلافهم... تصنع معهم فرقًا كبيرًا، وتخبرهم أنّ قلوبنا ترى النّور الّذي بداخلهم.
هل فكرت كم تغيّرت أنت من أجل من تحبّين قبل أن تفكّري في تغييره؟
المشاعر, الأسرة, التأثير, العلاقات, القبول, الحبّ الغير مشروط, التغيير
- عدد الزيارات: 2677