Skip to main content

مُدَمِّر العائلات

مُدَمِّر العائلات

لماذا التشويش والفوضى الذي تعيشه معظم العائلات؟ علينا أن نبتعد عن تصرفات عِدَّة لتجنُّب ما يُسمّى ب "مُدَمِّر العائلات"... هل نحن من الأشخاص الذين تنطبق علينا هذه العناوين؟

كل شخص يحتاج لأن يعيش في بيت وضمن عائلة، لكن العائلة الداعمة هي التي تبني هذا البيت.

هذه الغريزة المتأصِّلة في دواخلنا والتي وُهِبَتْ لنا لكي نُقَدِّر ونصون كل فردٍ من أفراد عائلتنا، ونسعى للحفاظ على المُقَوِّمات الأساسية لهذا البيت، هي عُرضة للإهمال والتجاهل والتناسي في كثير من الأحيان. وإلا فلماذا التشويش والفوضى الذي تعيشه معظم العائلات؟

والسبب الحقيقي وراء إنهيار العائلات، هو أننا نحن أنفسنا ساهمنا في هذا الإنهيار... ذلك لأننا نعتبر أحباءنا أمراً مفروغاً منه... فيكون تفاعلنا معهم صراعاً ممزوجاً مع الغضب، بدلاً من التسامح والغفران...

لكن هناك فرصة جيِّدة ومناسبة لكي نتصرَّف مع هذا القريب بتعقُّل ومرونة، مهما يكن هذا الشخص مكروهاً أومُختَلاً... إنها فرصتنا.

إنَّ طريق العلاقات الصعبة، نادراً ما تكون باتجاه واحد... وهي تعمل في دورة متكاملة، لذا علينا أن نبتعد عن تصرفات عِدَّة لتجنُّب ما يُسمّى ب "مُدَمِّر العائلات". إليكم بعضها:

  • الفشل في الغفران

فعندما يخطىء إلينا أحد أفراد العائلة علينا أن نُظهِر له "النعمة" التي تعني "الإكرام لمن لا يستحق." ذلك لأن العلاقة العائلية رابط عميق يستمر مدى الحياة. فلا نغامر بهذا الرابط ونرمي به بعيداً، بناءً على قرار فردي رديء. ولا نسمح لكبريائنا بأن يتمادى ويحرمنا من دفىء العائلة. فالضعيف لا يمكنه أن يغفر أبداً. والغفران سِمَة الأقوياء.

  •  رفض الإعتذار

المسامحة أمرٌ أسهل بكثير من الإستجابة إلى الإعتذار. فعندما نخطىء بحق العائلة، علينا أن نعترف بأننا أخطأنامن دون تردد أو نفاق، ومن ثمَّ نُظهر الندم من كل القلب. ولنكن صادقين في الإعتراف والندم وبكل تواضع، مع الحرص على عدم المطالبة باعتذار مقابل. ولنعترف أمامهم بأن حبهم يعني لنا الكثير... وسنتفاجأ بذلك الدفىءالذي سيظهرونه لنا.

  • الحساسية المفرطة تجاه خيار نمط الحياة المختلف

إن اختيار فرد من أفراد العائلة لنمط حياة مختلف عن نمط حياتنا، ليس هجوماً مُوَجَّهاً ضدنا. علينا أن نعترف بأن حياتنا تختلف عن حياتهم وما يناسبنا لا يناسبهم ربما... وعندما نقوم بإدانتهم من أجل خيارهم، فنحن نخاطر بفقدانهم إلى الأبد.

  • عدم الأمانة

إنَّ عدم الأمانة مع الأسرة هو دليل بأن علاقة الأسرة غير صحيَّة. والكذب أو الصمت هما أحد مظاهر عدم الأمانة. وقول الأشياء على حقيقتها في جوٍ من الصراحة، أمرٌ يمنح العائلة الفرصة لإظهار المحبة دون قيدٍ أو شرط.

  • الثرثرة والإستثناء

تجد الثرثرة والنميمة طريقاً سهلاً وسريعاً للوصول إلى أجواء العائلة. وهي وسيلة ناجحة لفرض النفور والتباعد بين أفراد العائلة، كما إنها تُحْدِثُ جواً عدائياً ومعادياً، يسوده الإستثناء والإبعاد في البيت الواحد. وهذان العنصران هما الأساس في إثارة القَلَق والتباعد بين أفراد الأسرة، وهما بمثابة رسالةٍ باردة ومؤذية إلى العنصر المُستثنى.

دعونا نفكِّر قليلاً ونسأل أنفسنا:

هل نحن من الأشخاص الذين تنطبق علينا هذه العناوين؟

وهل أجواء العائلة التي تضمُّنا أجواء ليِّنة ومريحة، أم أنها ساحة معركة وأرض صالحة للقتال؟

إذاً ليتنا نسعى جاهدين لإنشاء أسرة ديناميكية، منفتحة، مضيافة ودافئة... فنحن نستحق هذا!!

الحياة, الغفران, مشاكل العائلات, الأمانة, الفوضى, الإعتذار, الإنهيار

  • عدد الزيارات: 2695