لست وحيدة
عدة مرات شعرت بعدم التّقدير... حتى أنّني لم أكن أشعر بأنّني كائنة حيّة، وإحتياجاتي لا تهم أيّ أحد.
أنا فقط كنت أنغلق على نفسي وأتظاهر بأنّ كلّ شيء على ما يرام.
أنا لست بخير، أنا امرأة عزباء، وهذا هو بصدق ما أشعر به...
لا أحد يتكلّم عن صعوبة وضع المرأة العزباء خصوصًا في الشّرق الأوسط...
تعرفون متى كانت آخر مرة أحدهم عانقني ؟؟ لقد أصبحت قاسية كجذع جاف!
توفيت والدتي، وكنت قد خدمتها في كل حياتي. حرفيا طوال حياتي. لقد كنت "الفتاة العزباء فقط" في المنزل، وبالتالي تطلّب الوضع منّي في معظم الأحيان، القيام بهذا العمل. فاعتنيت بأمي وأبي في المنزل، وكنت أقوم بزيارة أخواتي للمساعدة بالإعتناء بأطفالهم، وأرعاهم إذا كان أهلهم بحاجة إلى الخروج، وهكذا دواليك.
لقد حصلت على بعض بطاقات الشّكر بالطّبع، ولكن هذا لم يكن كافيًا...
أنا شاكرة، أنا أعلم أن لديّ عائلة محبّة. ولكن عدة مرات شعرت بعدم التّقدير..حتى أنّني لم أكن أشعر بأنّني كائنة حيّة، وإحتياجاتي لا تهم أيّ أحد. أنا فقط كنت أنغلق على نفسي وأتظاهر بأنّ كلّ شيء على ما يرام.
عندما كانوا يسألون من يريد الخروج لأكل المثلّجات، كنت أدّعي قراءة كتاب أحيانا. كنت أفكّر أحيانًا في أخذ نزهة على الأقدام وحدي أو التّفكير في شيء يضحكني، ولكن كنت أفضّل الذهاب إلى النوم لأصبح بعيدة عن الشعور بالوحدة.
أنا محظوظة على الرّغم من هذا لأنّني أعيش في بلد يمنح المرأة بعض الحرّيّة للخروج.
ولكن تخيّل كيف سيكون الوضع بالنّسبة لي لو كنت أعيش في بلد صارم جدًّا.
لا أستطيع أن أتخيّل كيف أن هذا سيبدو. أعتقد أنّ لا حاجة إلى التّذمّر حول الخروج وحدي حينها! ها ها... في هذه الحالة أتصوّر أنّني سأكون في سجن دون أيّ شخص يهتمّ لتحريري. فجميع الرّجال في عائلتي لديهم زوجات وأطفال، وعمل للقيام به.
أحيانا أحدهم يكون طيّبًا معي. وهذا يعني لي الكثير. هذا يعطيني قوّة للإستمرار. شكرا لكم أيّها الناس لكونكم طيّبين لإمرأة عزباء مثلي.
أرجوكم! إبحثوا عن النّساء غير المتزوّجات، عناقوهنّ، قدّروهنّ، إتّصلوا بهنّ، وأؤكّد لكم سوف يشعرن بأنّهنّ ما زلن على قيد الحياة مرة أخرى.
أنا لست وحيدة!
يوجد صديق ألصق من الأخ أو الأخت. هو ربّي وجبيبي. هو سامع دقات قلبي. هو يحبّني بلا شروط، ولا ينتظر أي شيء بالمقابل.
لولاك لكانت حياتي جحيمًا. أيها السّيد الحي السّاكن في السّموات تشفع بنا.
الآن أشعر بالرّاحة!!
الوحدة, الحياة, الراحة, الحرية, العزلة, الصداقة الحقيقية
- عدد الزيارات: 4852