قبل فوات الأوان
"أيام كثيرة مضت بكينا منها، ولما مضت بكينا عليها... " إنها حكمة ربما جميعنا سمعناها، وربما أيضا عشناها أو إختبرناها في حياتنا،
ولكن لماذا نُقيد أنفسنا بين أن نبكي على... أو نبكي من؟
في كثيرٍ من الأحيان نحن لا نُدرِكُ قيمة ما لدينا إلّا عندما نفقده...
فأكثر من يعرف معنى هذا هو من فقد عزيزا... وقد ندم على أمور لم تحدث... وقد فات الأوان...
وحين نمرض نعرف قيمة الصحة...
لماذا لا نعرف قيمة الأشياء قبل أن ترحل؟
ألم يأن الوقت أن نعلم حقائق الأمور وإيجابياتها قبل رحيلها؟
قد يكون هناك شخصاً مُقرّباً جداً يعيش معنا تحت سقفٍ واحد، كالزوج أو الزوجة... لكننا لا نُقَدِّره ونتجاهل وجوده، ربما لسبب لا يستحق تلك ردة الفعل القاسية...
ربما نتعامل مع الآخرين بحسب تحليلنا لمواقفهم... ولكن لنقف لحظة، ونتريث... قد يكون كبرياؤنا سبباً...
فسواء كان من معنا... أبا أو أما... أو حبيب... او إخوة... أو أصدقاء، قد يكون كبرياؤنا سبباً في عدم الإبتسام في وجههم، أو التخلّي عن تصرُّفنا المُشين لدرجة أننا نبخل على هذا الشخص بإلقاء التحيَّة عليه أو بتلك الكلمات البسيطة.. "أنا آسف" أو "شكراً"... في حين أننا نتصرَّف بمنتهى اللياقة واللطف خارج المنزل، غير عالمين أنه ربما تلك الكلمة أو حتى الإبتسامة في وجه من حولنا ممكن أن تصنع فرقا كبيرا لهم ولنا...
فالطريقة الوحيدة التي إذا ربحناها... ربح الطرفين... وإن خسرناها خسر الطرفين... هي العلاقات!
قد يأتي يوم فيه نفقد هذا الشخص... وعندها سنستسلم إلى النَدَم... وربما عذاب الضمير...
لكن عندها يكون الوقت قد فات، وحينها لن ينفع النَدَم.
فلنغمر من حولنا بالمحبة، والكلمات الإيجابية، لتكن الإبتسامة هي لغتنا الغير منطوقة، اللغة التي يفهمها الجميع ويستجيب لها الجميع، "إن إبتسامتك في وجه أخيك صدقة" حديث، فإبتسم قبل أن تعز الإبتسامة.
الكلمات, الوقت, الندم, الكبرياء, الإبتسامة, الإساءة, المصالحة
- عدد الزيارات: 3814