الزواج المُفَبْرَك
حَدَثٌ مُرتَقَب بَطَلَتُهِ "أنا"... الجميع موافق ومُتَحَمِّس لهذا الحَدَث ما عدا شخصٌ واحدٌ هو... "أنا"!! لماذا تفشل الكثير من الزيجات التقليدية؟
لقد قرَّر الأهل ذلك، وتمَّ تعيين موعد الزواج. إنَّه إلتزام فعلي بين الطرفين، وقد يكون من دون علمكِ أنتِ. هو حَدَثٌ مُرتَقَب بَطَلَتُهِ "أنتِ"... الجميع موافق ومُتَحَمِّس لهذا الحَدَث ما عدا شخصٌ واحدٌ هو... "أنتِ".
ومع أنَّ هذا يحصل كثيراً في مجتمعاتنا الشرقيَّة، إلا أننا نجد أشخاصاً لا يُحَبِّذون هذه الفكرة، ولا يريدون الإرتباط على الطريقة التقليدية، حيث يكرِّرون أو يَتَلَقّون الوعود الخيالية، ويعبِّرون عن مشاعر لا وجود لها ولا يشعرون بها، ويُوَقِّعون "عقداً تجارياً"، ثمَّ يُنفِقُون الكثير من المال على حفلٍ ديني أو إجتماعي، يفوق فيه البزخ والزيف على المشاعر الصادقة.
والحقيقة أنَّ الإنسان لا يستطيع أن يُغيِّرَ مشاعر الآخر، ولا يمكنه العمل على إنجاحها أو تفعيلها عندما تكون مفقودة، وحين لا يُقاتِلَ الشخص الآخر من أجل الحصول على هذا "الحُبّ".
والزواج من دون مشاعر حقيقية متبادلة نابعة من قلبٍ صادق، يُشبه سفينة من دون شراع في وسط بحرٍ هائج، تلطمها الأمواج من كل ناحية، فلا تستطيع الصمود...
والكثير من الزيجات التقليديَّة تتحطم لأنها ليستْ مَبْنِيَّة على تواصلٍ قلبي مُتناغم، ولا تستند على أساس متين. إنها تقوم على عوامل خارجيَّة مؤسَّسة على معايير إجتماعيّة.
وهناك أشياء كثيرة مثل المال والأمان، والرغبة في الوجود مع شخص يجعلنا نشعر بأننا متكاملين، جميعها أسباب تجعلنا نهرَعُ ونُسرع نحو الزواج...
وهل الموضوع يَكمُنُ في أن نُثْبِتَ علناً وبصوتٍ مسموع، بأننا نُحِبّ الشخص الآخر الذي إرتبطنا به، لكي نؤكِّد بأننا نحبه بما فيه الكفاية وبأنَّ الإتفاقيَّة قد نجحَتْ؟
ولماذا علينا أن نُبَرْهِنَ بأنَّ حبّنا هو حقيقي وبعيد كل البعد عن الزيف؟
من الواضح أنَّ هذا التصرُّف لن يخدع الآخرين!!
معظم الناس هم في صراع مع فكرة "حُبّ الذات" وكيفية الشعور بالأمان الداخلي. هم يريدون جذب الإهتمام ولفت نظر الآخرين...
هذه الإهتمامات لا تبني الزواج... إنها المطرقة التي تُحَطِّمُه.
وإن كنا نبحث عن الحب من خلال السطحيَّة أو المظاهر الخارجيَّة... فإننا لن نجده بكل تأكيد...
فالحبٍّ موجودٌ في دواخلنا مُسبقاً... والحب الذي ينبع من الداخل هو الحب الحقيقي...
إنَّ قوَّة القلب قويَّةٌ جداً، وهي أقوى بكثير من قوَّة العقل. لكننا لا نمنحها القيمة الكافية التي تستحقُّها.
وعندما يكون الزواج مُفَبْرَكاً، فإنَّ الأمور تبقى مُبهَمَة وقاتِمَة. وعلى النقيض من هذا فإن الأمور وفي ضوء الحُبِّ، تبقى واضحة وجَلِيَّة.
فالنور الذي يُوَلِّدُهُ الحُبُّ يُبَدِّدُ الظلمة، إذ إنَّ ذبذبات الحُبّ هي أقوى بكثير من ترددات الظلمة!!
يقول الكاتب جبران خليل جبران: " مأساتنا هي أننا نتزوَّج ولا نُحِب".
الزواج, الحب, المال, صعوبات الزواج, المشاعر, الفشل, الصراعات, الزيجات التقليدية
- عدد الزيارات: 3111