Skip to main content

ميِّزات الحياة الجيِّدة

ميِّزات الحياة الجيِّدة

ما مكان المال في نوعيَّة الحياة الجيِّدة؟ لا تتعجَّبي إن قلنا لكِ أنَّ القِيَم التي تُشكِّل أساس الحياة التي تُعاش بشكلٍ جيِّد لا مكان للمال بينها!!

والتعبير المُطلَق للحياة ليس "شيكاً يُصرَفُ" في نهاية المطاف، ولا هو سيارة من الطراز الأوَّل، ولا هو مبلغاً مالياً ضخماً موضوعٌ لحسابنا في البنك...

لكن المعنى الحقيقي للحياة، هو أن نعيشها بشكلٍ جيِّد.  

والسؤال الذي يُطرَحُ باستمرار، "ما هي ميِّزات الحياة الجيِّدة من الناحية النوعيَّة بالنسبة لي؟"

ولكي نجيب على هذا السؤال، ما علينا سوى النظر إلى القائمة مرارا وتكراراً – هذه القائمة التي تحوي الكثير من العناوين، مثل الصحَّة، العائلة، الإزدهار، العلاقات والتسلية إلى ما هنالك من عناوين أخرى. وسنتكلَّم هنا عن بعض العناوين التي تساعد في تشكيل الحياة الجيِّدة: 

١– الإنتاجيَّة

لا سعادة من دون إنتاج. إنَّ "لعبة الحياة" تقوم على عدم الراحة... نعم من الضروري أن نرتاح، لكن لهدفٍ وحيد، وهو أن نستجمع قوانا لكي نعود إلى عمليَّة "الإنتاج". 

٢– الأصدقاء الأوفياء

على الأرجح أنَّ الصداقة هي "نظام الدعم الأقوى" في العالم. لذا لا تحرمي نفسكِ منها، واصرفي الوقت الكافي في سبيل تطوير هذا النظام وجعله يعمل بدون خلل. فما من شيء يساويه، إنه النظام الإستثنائي وغير العادي نظراً لشدَّة منافعه. 

فالأصدقاء هم أولئك الأشخاص الذين يعرفونكِ جيِّداً ويستمرّوا في محبَّتكِ مهما تبدَّلت الأحوال. إنهم هؤلاء الأشخاص الذين تجدينهم في وقت الضيق، يسرعون لكِ، ويتفانون في خدمتكِ. 

٣– الثقافة

الثقافة بما تحوي من عادات وتقاليد، لغات وموسيقى، إحتفالات وأزياء، جميعها لها أهميَّة حيوية في حياتنا ومجتمعاتنا، وعلينا إحياؤها... إنَّ كل شخصٍ منا هو فريدٌ بحدِّ ذاته، وعلينا أن نندمجَ معاً، فهذا الإندماج يجلب النشاط والحيويَّة والتأثير، إن على صعيد الدائرة الصغرى أو على صعيد المجتمع الأكبر أو العالم أجمع. 

٤– التمتّع بالحياة

لقد علَّمني والدي أن أتمتَّع بكل شيء... أن أذهب إلى الأماكن التي أحبها، وأستمع إلى الموسيقى المُفَضَّلة لديّ... فالحياة لها حيويتها، وإن عشنا هذه الحيوية فإنَّ هذا سيظهر على وجوهنا، وفي نبرة صوتنا... وسوف يكون لدينا شيئاً سِحريّاً إن عشنا نوعيَّة الحياة الجيِّدة؛ ولن ينعكس ذلك ليس على حياتنا الشخصيَّة فقط، بل على عملنا أيضاً، فتزداد إنتاجيَّتنا، وهكذا نكسب جيِّداً. 

٥– الروحانيّٓة

إنها من أساسيات تشكيل العائلة و العائلة بدورها تبني الوطن... كلٌ منا يهتَّم بدراسته – بوظيفته –  و بنشاطاته – لكننا (بعض الأحيان) نُهمِلُ الناحية الروحيَّة في حياتنا. لقد أوجدنا "الله" تبارَك إسمُه، على هذه الأرض لا لكي نعمل للحياة الفانية فقط، بل نعمل لأجل الحياة الباقية أيضاً، أي – ألحياة الأبديّٓة – وهذه الحياة الأبديَّة لا نحصل عليها كتحصيل حاصل، بل علينا أن نبني لها أساساً خلال مسيرتنا على هذه الأرض الفانية، لكي تكون من نصيبنا في المستقبل. ويقول الكتاب المقدَّس عن هذا الموضوع: 

"إعْمَلوا لا للطَّعامِ البائِدِ بل للطعامِ الباقي للحياِة الأبديَّة." يوحنا ٦: ٢٧ 

"لا تَكنِزوا لَكُمْ كنوزاً على الأرض حيثُ يُفَسِدُ السُّوسُ والصَّدأ وحيثُ يَنْقُبُ السَّارقون ويَسْرِقون. بل اكْنِزوا لَكُمْ كنوزاً في السماء حيثُ لا يُفْسِدُ سُوسٌ ولا صَداٌ وحيثُ لا يَنقُبُ سارِقونَ ولا يسرِقون. لأنَّه حيثُ يَكونُ كَنْزُكَ هناكَ يَكونُ قلبُكَ أيضاً."..متى ٦: ١٩

أما ما هو الأساس لكي نحصل على هذه الحياة الأبدية، فهو الإيمان والإيمان وحده، إذ يؤكِّد لنا الكتاب المقدَّس هذا أيضاً 

في إنجيل يوحنا ٣: ١٦

6– دائِرة العائلة

إستثْمري في العائلة، وهي بدورها ستستثمرُ فيكِ.  لِتكُنْ عائلتكِ مصدَر إلهامكِ، وستكونين أنتِ مصدر إلهامها. لا تُقَصِّري في الإهتمام بعائلتكِ (مهما كانت الأختلافات)، وستكون هي خير معين لكِ. يقول سليمان الحكيم عن هذا الموضوع: "الصَديقُ يُحِبِّ في كُلِّ وقت. أما الأخِ فٓلِلشِدَّةِ يُولَدُ." أمثال ١٧: ١٧ 

فهل نحنُ متأكِّدون من أننا نعيش تلك النوعيَّة من الحياة الجيِّدة؟ أم أننا أضَعْنا البوصلة وأَضَعنا معها كُلَّ شيء؟

الحياة, الراحة, المال, العائلة, القِيَم

  • عدد الزيارات: 2741