سوء المعاملة العاطفي
وفيما الإعتداء الجسدي غالباً ما يترك الأدلَّة والعلامات المُنَبِّهة، يبقى الإعتداء العاطفي مَخْفِيّاً وطيَّ الكتمان، لذلك فإنه من الصعب إكتشافه.
سوء المعاملة العاطفي بما يشمل من ظُلْمٍ وإساءة وشتيمة، قد يُسَبِّبُ ضرراً وأذى مثل الإعتداء الجنسي تماماً. إنها أخبارٌ مُحبِطَة، لكن الدراسات والإحصائيات أثبتت ذلك.
والأشخاص الذين يعانون من سوء المعاملة، نساءً كانوا أم أطفالاً، يعانون كنتيجة لذلك من الصحة العقليَّة، تماماً مثلما يعاني هؤلاء الذين يتعرَّضون للإعتداء الجسدي والجنسي، على صعيد صحتهم العقليَّة – وفي بعض الحالات، فإنَّ الأطفال المُعتَدى عليهم نفسيّاً هم أسوأ حالاً. هذه هي التقارير الواقعيَّة الجديدة بحسب البيانات التي أصدرتها " ألجمعيّة الوطنيّة للطفل المُعَنَّف ".
هذا وإنَّ " سوء المعاملة العاطفي" يشمل مجموعة واسعة من سوء المعاملة، وتتضمَّن هذه المجموعة، الأهل الذين يضايقون أولادهم، والذين يمارسون السيطرة الزائدة عليهم، والذين يُهينون أولادهم ويُحَقِّرونهم، أو يُهدِّدونهم ويتوعَّدونهم؛ أما على الطرف الآخر من هذا السلَّم، فإنَّ تجاهل الأولاد أو عزلهم، يُعتَبَرُ أيضاً من ضمن "سوء المعاملة العاطفي".
وقد قامت هذه الجمعيَّة ببحثٍ علمي دقيق، ودراسات عن تاريخ الصحة العقليَّة لأطفالٍ عانوا من "اعتداء عاطفي"، ويبلغ عددهم حوالي ٥٦١٦ طفلاً، وقد أتت النتائج كما يلي وبحسب ما نُشِرَ في بيانٍ صحفي:
إنَّ الأطفال الذين تعرَّضوا للإعتداء النفسي / العاطفي، يعانون من القَلَق، الإكتآب، ومن تدنِّي في إحترام الذات، كما أنهم يعانون من أعراض ما بعد الصدمة. وفي بعض الحالات يحاولون الإنتحار. إنَّ نسبة هؤلاء الأشخاص في بعض الحالات، تفوق نسبة الأشخاص الذين تعرَّضوا للإعتداء الجسدي والجنسي. ومن بين حالات الإعتداء الثلاث، فإنَّ الإعتداء النفسي أو سوء المعاملة النفسي، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحالة الإكتآب، واضطرابات القَلَق بشكلٍ عام، والتي تشمل القَلَق الإجتماعي بما فيها مشاكل العلاقات والمَوَدَّة، وتعاطي المخدَّرات.
وفيما الإعتداء الجسدي غالباً ما يترك الأدلَّة والعلامات المُنَبِّهة، يبقى الإعتداء العاطفي مَخْفِيّاً وطيَّ الكتمان، لذلك فإنه من الصعب إكتشافه. هذا وإنَّ الإعتداء العاطفي لا يُعَدُّ من المُحرَّمات الإجتماعيَّة الخطيرة، خصوصاً في مجتمعاتنا الشرقيَّة، مثلما يُعَدُّ الإعتداء الجسدي والجنسي عند الأطفال، هذا إذا اعتُبِرَ الإعتداء الجسدي "انتهاكاً"...
يبقى أن نشير إلى أنَّ العذاب غير المَرئي، والعذاب العاطفي هو مُتْلِفٌ ومؤذي أيضاً، ويترك آثاره على المدى الطويل!!
أَلَمْ يَحُن الوقت لكي نولي هذه القضيَّة مزيداً من الإهتمام؟؟
القلق, العاطفة, العذاب, الإعتداء الجنسي, العلامات
- عدد الزيارات: 4087