Skip to main content

بلا قناع

بلا قناع

تعبت من كتمان شعوري بالإحتياج، وعدم تعبيري عما بداخلي، تعبت من كثرة الأقنعة، تعبت أن أتنقل من قناع إلى آخر حتى أعيش... فأين أخلع أقنعتي؟

[sexypolling id="46"]

إعتدنا أن نرتدي الأقنعة تبعا للمواقف والأشخاص الذين حولنا. فهناك قناع العمل الذي يعطينا صورة النشاط والإلتزام، وهناك قناع للتدين نلبسه وقتما نكون في مكان التعبد، وهناك قناع المرح نلبسه حين نكون في رحلات وما إلى ذلك، وهذا في حد ذاته ليس خطأ ولكن...

لننتبه جيدا أن كل منا يلزمه مكان آمن يخلع فيه كل هذه الأقنعة ويكون نفسه... يعيش حقيقته بكل جوانبها... الطبيعة المازحة، والمتدينة، واليقظة، فهل لدينا هذا المكان الذي نخلع فيه أقنعتنا؟

واين ممكن أن يكون، ومع من؟

خلق الله الكون على نظام " الزوجية " يحكم ذراته قانون الجاذبية المتبادلة بين الشيء وزوجه (بين السالب والموجب، بين الإلكترون والبروتون، بين الذكر والأنثى)، ولهذا فإن المكان الذي ينبغى ان نكون فيه بلا اقنعة هو بيوتنا وامام ازواجنا، حتى نتحد ونكون حقا جسدا واحدا.

يقول الكتاب المقدس حين خلق الله آدم وحواء إنهما كانا عريانين وكانا لا يخجلا من بعضهما، والأمر هنا ليس العرى الجسدي فقط، لكن كان كل منهما مكشوف لدى الآخر، بدون أقنعة، يعلمون حقيقة بعضهم. وكم نحن في حاجة الآن لأن نُخرج ما في قلوبنا ونعبر عن مشاعرنا حتى ولو كانت مشاعر ألم.

نحن نحتاج أن نشعر بالسكينة... ونخلع كل هذه الأقنعه بأمان، ولأن السكينة هي بيوتنا ، فلنخلعها هناك" يقول القران "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" الروم21.

فإن كنا نريد ان نكون معينين لأزواجنا ونريد أيضا أن يكون هناك من يعضدنا فعلينا أن نخلع كل أقنعتنا أمام بعض. فليس من الحكمة أن نفترض أن من أمامنا سيقرأ صندوقنا الأسود طالما نحن من أغلقناه على ما فيه...

حواء, المرأة, الكذب, الأسرة, آدم, الأمان, قناع

  • عدد الزيارات: 8732