Skip to main content

دروسٌ تعلَّمْتُها من علاقةٍ فاشلة 1

دروسٌ تعلَّمْتُها من علاقةٍ فاشلة 1

الإنفصال أمرٌ صعبٌ لا يحب الناس أن يتكلموا عنه. وأنا بدوري وكأي إنسان تكتَّمْتُ مؤخراً عن الموضوع لفترةٍ ما، واعتبرتُ الحديث عن علاقتي الفاشلة تلك،

شيئ يُتعِبني ويشعرني بالشك في نفسي، كما أنَّه يُسَبِّبُ لي الحزن ويجعلني أشعر بالذنْب. لكن عندما إنفصلْتُ عن خطيبي، بدأتُ أفكر بالدروس التي أستطيع تعلّمها من علاقتي الفاشلة تلك، بدلاً من المعاناة والشعور بالعجز. 

وقد نظرتُ إلى الحالة من منظورٍ آخر حيث أخذْتُ عبرةً، وتعلّٓمتُ بعض الحكمة منها، بالإضافة إلى الدروس التي سأشارككم بها. 

١- هو لن يتغيّٓر

هذا هو الوهم الأكبر الذي بقي في ذهني طوال فترة خطوبتها. وأنا لا أعني أنني أريده شخصاً آخر. لكن هناك دائماً أشياء غير مريحة، قد تزعج الآخر وتسبِّب له الغضب. لكن بعد فترةٍ معيَّنة، أدْرَكْتُ أنَّ تلك "العيوب اللطيفة" التي لديه، تحوَّلتْ لديَّ إلى صداعٍ حقيقي. فعندما تتعلَّمين أن تتقبَّلي كُلَّ شيء، فإنَّ هذا سيسبب لكِ نوعاً من الصدمة. وما حصل معي هو أنني لم أستطِعْ أن أَتقَبَّلَ عدداً من الأشياء التي تتعلّٓق به. وفي نفس الوقت كُنتُ أحاول تغييرها؛ لكنَّ هذا لم ينجح. فإما أن تتقبَّلي الشخص كما هو، أو تفكِّري بالإنفصال. 

٢- وأنا لن أتغيَّر أيضاً

وهنا يأتي دوره هو في تلقّي الصدمة. فمن الصعب جداً التوصّل إلى تسويةٍ ما. خصوصاً عند شخصين ناضجين تماماً. وقد فهمْتُ أنَّ أي علاقة تكون ناجحة من دون تنازلات. لكن معظم الشبّان والفتيات لديهم فكرة مختلفة تماماً، فهم يريدون التغيير والتنازل في العلاقة... وتلك كانت حالتي.  

٣- الأهداف المشتَرَكة

يقول الكاتب الفرنسي أنطوان دي سانت إكزوبري، "أن تُحِبَ لا يعني أن ينظر الواحد للآخر، بل أن ينظر الإثنان معاً في ذات الإتجّاه". ولا يسعني هنا إلا أن أتّٓفقَ مع هذه الكلمات لأنها هي الأساس لكلِّ علاقةٍ قوية وناجحة. وإنَّه من المخيِّب للآمال حين ترى أحد الشريكين يعتزم إنشاء أسرةٍ ويعيش السعادة، بينما الشريك الآخر يعتزم السفر والحفلات وتطوير الإمكانيّات الخاصة به، دون التفكير بإنشاء هذه الأسرة. وفي حين أنَّ الإثنين لديهما أهداف مختلفة، فمن الصعب أن يبنيا سويّاً عائلة.  

٤- الحدود الشخصيَّة مهمَّة

المساحة الشخصيَّة، الإهتمام بالذات، والوقت المخصّٓص لي، هي أمورٌ بغاية الأهميَّة لكلٍ من الشريكين. فعندما يظن أحدهم أنَّ الآخر "مُلْكٌ  له"، فهذه مشكلة كبيرة. وعندما تكونين ملتزمة تجاه شخصٍ ما، فإنَّكِ تريدين معرفة كل مل يتعلَّق بهذا الشخص. وهذا صحيحٌ إلى حدٍ ما. لكنَّ شعور "السيطَرَة"، هو أمرٌ غير مقبول. فقد كان لديَّ الشعور بأنني دائماً "تحت السيطرة"، من قِبَلِ من أحبُّه. لقد فشِلْتُ في وضع حدودٍ شخصيَّة، ونتيجةً لهذا إنهارَتْ علاقتنا. وأنا أعلم يقيناً الآن، أنني لن أتسامح مع السيطرة إطلاقا، ولن أقبلَ باعتراض مساحتي الخاصّة.

هذه بعضٌ من الدروس التي تعلّٓمتُها، لكننا سنتابع الموضوع في مقالٍ لاحق إنشاء الله، فانتظرونا.  

السعادة, الغضب, الناس, الإنفصال , الأهداف

  • عدد الزيارات: 2450