آثار الكلمات السلبيَّة
أن يحصل المرء على المديح أو يسمع كلمات الإطراء فهذا يعزِّز "الأنا" ويزيد من نسبة الغرور لديه. لكن عندما يُقْذَفُ الشخص بكلماتٍ بذيئة وافتراءاتٍ قاسية ولا مبالية، فهنا المشكلة.
إنَّ تأثير هذه الكلمات السلبيَّة على الشخص المُتَلَقي، لا تُؤخَذُ بعين الإتباع من قِبَل الشخص المُهين. وبالطبع فنحن هنا لا نريد تلك "الأُمَّة النرجسيَّة" والتي لا تريد سماع أو تحمّل حتى كلمات الإنتقاد التي صيغت بعناية، مهما كانت مُبرَّرة... لكن وعلى نفس المنوال، فإنه ما زال هناك أشخاص يعتقدون بأنَّ هذا الكلام "المُقرِف"، والكلمات السيِّئة المُتعَمَّدة ليست ب "الصَفَقَة الكبيرة". لكن الحقيقة أنَّها كذلك، خصوصاً إذا كانت الضحيَّة تسمع باستمرار "الإنتقاد" ولا شيء غير الإنتقاد.
إنَّ الكلمات السلبيَّة لها نتائج طويلة الأمد، والتي تمتدّ إلى ما وراء الشخص الذي تلقّى تلك العبارات المُهينة والمُشينة.
فالكلمات قويّٓةٌ وفعّالة. والأطفال الذين تربوا وترعرعوا في أسرةٍ كانت فيها الإنتقادات حادّة، والقاعدة كانت كلمات قاسية ومؤذية، باستطاعتهم أن يُخبروا بأنَّ الكلمات لها قدرة لأن تؤذي وتؤلِم، أكثر بكثير من ضربات الجسم الموجعة. والسبب يعود إلى أنهم سجنوا أنفسهم داخل عقولهم الصغيرة، جنباً إلى جنبٍ مع الألم، بحيث أنَّ الأشخاص الذين من المُفتَرَض أن يقدِّموا لهم المحبة والرعاية ويعتزّوا ويفخروا بهم – أكان أباً أو أماً – فإنهم على ما يبدو لا يفكِّرون بهم على الإطلاق.
وهذا النوع من الإساءات هو موجِعٌ ومؤلِمٌ، وهذه الآلام تكرِّر نفسها على مدى عقودٍ متوالية. وقليلون هم الأطفال الذين تربوا في جوٍّ كهذا يستطيعون أن يُطلِقوا العنان لأنفسهم، ويتحرَّروا من تلك الألقاب والصفات التي أُلصِقَتْ بهم من قِبَلِ أهلهم القُساة، أو أي سلطةٍ نافذة أشرَفَتْ على تربيتهم.
وإن كان الأشخاص أصحاب السلطة أو المسؤولون عن هذا الطفل أو ذاك لا يفكِّرون ولو قليلاً به، فكيف سيتعلَّم هذا الطفل كيفيَّة التفكير بنفسه؟
وكيف يستطيع أن يبتعد أو يهرب من صوت تلك الألفاظ التي ترنُّ في أذنيه وتحرق كيانه الغضّ بلا رحمة؟
فالكلمات السلبيَّة لها آثارٌ قويَّة وفعّالة.
يقول الكتاب المقدَّس عن هذا الموضوع:
"أيُّها الآباءُ لا تُغِيظوا أَولادَكُمْ لئَلاَّ يَفْشَلُوا" كولوسي ٣: ٢١
"وأنْتُمْ أَيُّها الآباءُ لا تُغِيظُوا أَولادَكُمْ بَلْ رَبُّوهُمْ بِتأديبِ الرَّبّ وإنْذارِهِ" أفسس ٦: ٤
في المرَّة القادمة بإذن الله سوف نتكلَّم عن النتائج التي تسببها الكلمات السلبيَّة، فانتظرونا!!!
السلوك, التربية, الضحية, الأطفال, الكلمات السلبيَّة, الإنتقاد
- عدد الزيارات: 7236