Skip to main content

إكرام الوالدين

إكرام الوالدين

إكرام الوالدين ليس "فضيلة" أو "إحسانا" فقط... يظنُّ البعض أنَّ إكرامَ الوالدين من أهمِّ الفضائل التي يتمتَّعُ بها الإنسان.

ويظنُّ البعضُ الآخَر أنَّها من أقصى درجات الإحسان تجاه هؤلاء الذين بَذَلوا وأعطوا وتفانوا وأحبّوا أولادهم دون انتظار مُقابِل. 

وقد أوصَتْ الأديان جميعها بمحبَّة وإكرام الوالدين. كما أوصَتْ بطاعتهما وإظهار حُسنَ المعاملة لهما في مرحلة الشيخوخة. 

لكنَّ إكرام الوالدين ليس "فضيلة" أو "إحسانا" فقط، بل إنَّها وصيّٓةٌ إلهيّٓة

وهي الوصيّٓة الوحيدة التي لها مكافأة إلهيَّةٌ سخيَّة...

 وقد وَرَدَتْ هذه الوصيَّة ضمن الوصايا العشر التي أُعطِيَتْ لموسى. وقد ذَكَرَها الكتاب المقدَّس مرّاتٍ  عديدة. 

"أَكْرِمْ أَباكَ واُمَّكَ. التي هِيَ أَوّٓلُ وَصِيَّةٍ بِوَعْدٍ. لِكَيْ يَكونُ لَكُمْ خَيْرٌ وَتَكونوا طِوالَ الأَعْمارِ على الأَرْض". أفسس  ٦: ٢و٣. 

ويقول سليمان الحكيم: "يا ابْني إِحْفَظْ وَصايا أَبيكَ ولا تَتْرُكْ شَريعَةَ أُمَّكَ". أمثال  ٦: ٢٠. 

قرأتُ في جريدة الأهرام قصَّة فتاة، أساءتْ معاملة والدتها وأَهانتْها. وقد أُصيبَتْ الأمُّ بالشلل من جرَّاء الإهمال. وفي غرفة العناية الفائقة، جاءت الفتاة لكي تسترضي والدتها، لكنها وجدَتْها قد فارَقَتْ الحياة! وتقول الجريدة إنَّ هذه الفتاة المُعذَّبة، كانتْ تسأل عن الوسيلة التي تُريحُ بها ضميرَها الهائج! لكنَّ كاتب هذه القصَّة الواقعيَّة يقول: "يا بنتي، لقد زَرَعْتِ بالأمس شقاوة، واليوم تحصدين المرارة... لن يهنأ لكِ منام، ولن يحلو لكِ طعام"!! ويتابع ليقول، ولم يمرّ وقتٌ طويل والفتاة على حالٍ أسوأ... إلى أن قرَّرَتْ وضعَ حدٍ لحياتها، فذهبَتْ وانتحَرَتْ!! 

يقول سليمان الحكيم عن هذا:

"مَنْ سَبَّ أَباهُ أَوْ أُمَّهُ يَنْطَفِىءْ سِراجَهُ في حَدَقَةِ الظَلامْ". أمثال ٢٠: ٢٠

ويقول أيضاً، "أَلْعَيْن الْمُسْتَهْزِئَةُ بِأَبيها والْمُحْتَقِرَةُ إِطاعَةَ أُمِّها تُقَوِّرُها غِرْبانُ الوادي وَتَأْكُلُها فِراخُ النَّسْرِ". أمثال ٣٠: ١٧

فما أجملَ أن نمارس هذه الفضيلة بقلبٍ ملؤه الحبُّ والحنان، وأيضاً نَتَرَفَّقُ بوالدينا اللذين تعبا من أجلنا. وهكذا نُتَمِّمُ  إحدى وصايا الله الهامّٓة. 

وَلْنَحْذَرْ من إهمالهم وإهانتهم لأنَّ الأمر جاد وخطير، والحياة زرعٌ وحصاد. فالإبنُ اليوم هو أبٌ غداً. 

قال النبي موسى: "مَنْ يَشْتِمُ أَباً أَوْ أُمّاً فَلْيَمُتْ مَوْتاً". 

إنَّ إهانة الوالدين مرفوضةٌ تماماً أمام الله، وهي خطيَّةٌ تقودُنا للوقوع تحت الغضب الإلهي في الزمن الحالي وفي الأبديَّة. 

فهل نتوب اليوم عن هذه الخطيَّة؟؟

فضيلة, الأم, الأب, سليمان الحكيم, الوالدين, وصايا الله

  • عدد الزيارات: 2847