Skip to main content

أولادنا ليسوا بكاملين

كيف يرى الأهل أولادهم؟... علينا أن نرى الواقع تماماً كما هو...

هذا المقال هو تكملة للمقال السابق الذي عنوانه (إذا كان الحب أعمى، دعونا نضع النظارات)، وسنتحدَّث اليوم عن الأولاد في نظر أهلهم. 

الحقيقة هي أنَّ أولادنا ليسوا بكاملين. ولا بدَّ أنهم سوف يُخيِّبوا أملنا بطريقةٍ أو بأخرى. لكن إن استطعنا أن نعترف بهذا، وأصبحنا نراقب حياتهم عن كثب، وقمنا بالتقاط التفاصيل التي ترفع الراية الحمراء، عندها نستطيع أن نعالج قضيةً ما تتعلَّق بحياة أولادنا، قبل أن تنفلتَ الأمور من أيدينا. 

ولا بدَّ لنا في هذه الحالة أن نسأل أنفسنا هذه الأسئلة الصعبة: 

– هل يشرب ولدي الشراب المُسكِر؟

– أنا أعلَمُ أنَّ إبنتي مُلتصِقَة بمجموعةٍ حقيرة وذات مستوى أخلاقي مُنحَطّ، لكنني أخاف أن أُصرِّحَ بهذا، لأني أريدها أن تكون محبوبة وشعبيَّة. فهل أتهرَّبُ أنا من مسؤوليَّتي كوالد أو كوالدة بالتزامي الصمت؟؟

– لقد أخبرتني ألمعلِّمة بأنَّ طفلتي قد غشَّتْ  في الإمتحان. عندها، قَضَمْتُ المعلِّمة... لكنني أتساءل إن كانت المعلِّمة على حق!! هل أحاول أن أتحقَّق من الموضوع بعمق؟

– سمعتُ أنَّ إبني يتعاطى المخدِّرات. هل هذا هو السبب في تصرفاته الغريبة؟

– أُخبِرْتُ بأنَّ إبنتي فتاة "مُنحطَّة". لكنها تقول أنها تتعرّض للإرهاب. لقد قرأتُ رسالةً نصيَّة بغيضة أرسَلَتْها هي بنفسها؛ هل هناك جانب من جوانب حياتها لا أعرفه؟ 

وكأهل، فإنَّ أحداً منّا لا يريدُ أن يفشلَ في أيٍ من أهداف حياته. فنحن نريد أن نربّي جيلاً من الأولاد، يكونوا دائماً في الطليعة وعلى رأس القائمة. لكن لكي تنجح حياة أولادنا وتزدهر، علينا أن نرى الواقع تماماً كما هو. وبما أننا نحبهم بجنون، فمن الواجب علينا أن نكون حذِرين من العمى الذي قد يصيبنا، وهذا العمى قد يُعيق الوضوح ويخفي الحقيقة. 

فإنَّ كان الحب أعمى، دعونا نلبس النظّارات. دعونا نطبِّق رؤيا واضحة ٢٠/٢٠ على عائلتنا، حتى ولو كانت الحقيقة تجرحنا وتؤلمنا. ودعونا نقدِّم الدعم لهؤلاء الوالدين الذين أرادوا إن يُجروا المكالمات الصعبة وطلبوا المساعدة من أجل أولادهم، بصرف النظر عمّا يفكِّر به الآخرون، لأن ليس هناك عيبٍ في هذا. 

وأنا أكنُّ احتراماً كبيراً لهؤلاء الأهل الذين قاموا بهذه الخطوة. ففي حين أننا لا نستطيع السيطرة على النتائج، فإننا نستطيع على الأقل أن نوفِّر لهم بعض السلام والطمأنينة، مع العلم بأننا عملنا ما بوسعنا. 

فالحب جريء... والحب صادق... والحب هو الدافع الذي يجعلنا نقوم بمسؤولياتنا كأهل تجاه أولادنا. فلا نتغاضى عن سيِّئاتهم، بل دعونا نهِّبُ لمساعدتهم عندما يقعون في التجربة، ونهديهم نحو الطريق الصحيح. كذلك دعونا نطبِّق هذا على كُلِّ من يهمّنا أمره، لكن ليكُن إهتمامنا بالأولى نحو أولادنا وعائلاتنا. 

"فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَناً وَلا يَعْمَلُ فَذَلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ" يعقوب  ٤: ١٧

الحقيقة, المشاكل, مساعدة, الحبُّ الأبوي, أصدقاء

  • عدد الزيارات: 2767